في مشهد يكاد يكون منسوخًا من أفلام الجريمة الهوليوودية، نفذ مجهولون عملية سرقة مجوهرات محكمة استهدفت محل مجوهرات في قلب مدينة لوس أنجلوس، استطاعوا خلالها الاستيلاء على كنز ثمين تُقدَّر قيمته بعشرين مليون دولار، من دون إطلاق إنذار واحد أو رصدهم بأي كاميرا مراقبة، الجريمة التي أذهلت الشرطة والمجتمع المحلي تثير تساؤلات حول مدى التخطيط والدقة التي ميزت منفذيها.
سرقة مجوهرات بـ 20 مليون دولار.. تبخرت دون أثر
أعلنت شرطة لوس أنجلوس أن عملية السطو وقعت في الساعة التاسعة والنصف من مساء الأحد داخل متجر “لاف جويلز” للمجوهرات، الواقع في حي برودواي وسط المدينة. ووفق تقديرات مبدئية، بلغت قيمة المسروقات أكثر من 10 ملايين دولار، إلا أن المالكين أكدوا لاحقًا أن القيمة الحقيقية تقترب من 20 مليونًا.

الأغرب في العملية أن أجهزة الإنذار لم تُفعل، وكاميرات المراقبة لم توثق شيئًا، ما يشير إلى خبرة عالية لدى المنفذين.
نفق خرساني وسيناريو محكم
في تفاصيل أقرب إلى حبكة أفلام الجريمة، حفر الجناة نفقًا عبر عدة طبقات خرسانية انطلاقًا من مبنى مسرحي مهجور ملاصق للمتجر، حتى وصلوا إلى داخله، وبينما أظهرت كاميرات الشارع لحظة دخولهم عبر فتحة كبيرة، كانت كاميرات المتجر معطلة بالكامل.
وحسب موقع ديلي ميل، قال الضابط ديفيد كويلار إن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الجناة احتاجوا نحو ست ساعات لإتمام العملية، قبل أن يلوذوا بالفرار في شاحنة “شيفروليه” حديثة عبر نفس الفتحة، بعد سرقة مجوهرات بملايين الدولارات.
غموض وخسائر فادحة
أصحاب المتجر أكدوا أنهم لم يملكوا تأمينًا على المجوهرات بسبب ارتفاع تكلفته، ما فاقم من حجم الخسائر، في وقت أعلنت فيه العائلة عن مكافأة مالية قدرها 100 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى الجناة.
ورجّح نجل صاحب المتجر أن اللصوص خططوا للعملية لأسابيع، مشيرًا إلى احتمال وجود “خبير أقفال” ضمن المجموعة، بالنظر إلى سرعة فتح الخزائن.
وقال في تصريح لقناة “NBC لوس أنجلوس”: “ربما كانوا يدخلون كل ليلة ويحفرون ببطء، عندما وصلنا، كانت الخزائن فارغة تمامًا، حتى الدولار لم يتركوه لنا.”
ترميم المكان.. وصدمة لا تزال قائمة
بينما تعمل فرق الصيانة على إصلاح الجدران والثغرات التي أحدثها اللصوص، لا تزال الصدمة تسيطر على العائلة والمجتمع المحلي بعد سرقة مجوهرات بهذا الحجم، خاصة أن المتجر يُعد من أقدم المتاجر العائلية في المنطقة، ويمثل مصدر رزق أساسي لأسرته.
جريمة من النوع الذي لا يُنسى
عملية السطو الجريئة هذه لن تمر مرور الكرام، فقد فتحت بابًا واسعًا للتساؤلات حول أمان المتاجر، وكفاءة أنظمة الحماية، وقدرة مجرمين محترفين على تنفيذ عملية بهذا الحجم دون ترك خيط واضح خلفهم. ومع استمرار التحقيقات، تبقى عيون المدينة مفتوحة، في انتظار كشف هوية من تجرأ على اختراق قلب لوس أنجلوس وسرقته تحت جنح الظلام.
اقرأ أيضًا:
«الذئب الرهيب» إحياء حيوان لعبة العروش الأسطوري بعد 12 ألف عام من انقراضه