يترقب عشاق كرة القدم الأوروبية لحظة الحسم، حين تُقام هذا الأسبوع مباراتا إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، لتحديد طرفي المواجهة النهائية المنتظرة في 31 مايو الجاري.
إنتر ميلان × برشلونة: صراع الكبار يتجدد في دوري أبطال أوروبا
تتجه الأنظار مساء الثلاثاء إلى ملعب “جوزيبي مياتزا” في مدينة ميلانو، حيث يستضيف إنتر ميلان الإيطالي نظيره برشلونة الإسباني، في مواجهة مرتقبة تعد بمثابة نهائي مبكر، بعد التعادل المثير 3-3 في لقاء الذهاب الذي أقيم في إسبانيا الأسبوع الماضي.

ويدخل إنتر اللقاء بأفضلية طفيفة، بعدما قدّم عرضاً قوياً خارج أرضه، وتقدّم بهدفين في بداية المباراة، قبل أن يعود برشلونة ويعادل النتيجة في واحدة من أكثر مباريات الموسم إثارة. ويأمل “النيراتزوري” في تكرار سيناريو موسم 2009-2010، حين أطاح ببرشلونة في نصف النهائي أبطال أوروبا وتوّج لاحقاً بلقبه الأوروبي الرابع.
المدرب سيموني إنزاغي شدد على أهمية المباراة، واصفاً إياها بـ”النهائي”، ومؤكداً أن لاعبي فريقه يدركون حجم التحدي أمام جماهيرهم. أما المدير الفني لبرشلونة، هانزي فليك، فقد وصف المواجهة بأنها “نهائي قبل الأوان”، لكنه أبدى ثقته في قدرة فريقه على استغلال المساحات التي قد يتركها إنتر، مشدداً على أن “90 دقيقة كافية لتحقيق الهدف”.
حصن سان سيرو.. ورقة إنتر الرابحة
يملك إنتر سلاحاً قوياً يتمثل في سجله المميز على ملعبه بدوري أبطال أوروبا، حيث لم يعرف طعم الهزيمة في آخر 15 مباراة خاضها في “سان سيرو”، محققاً 12 فوزاً و3 تعادلات. ويعود تاريخ آخر خسارة أوروبية له على أرضه إلى سبتمبر 2022 أمام بايرن ميونخ، ومنذ ذلك الحين بات معقله واحداً من أصعب الملاعب في أوروبا.
وتشير الأرقام إلى تفوق إنتر أمام كبار القارة، حيث حقق انتصارات على برشلونة، أتلتيكو مدريد، أرسنال، ولايبزيغ، وكان آخرها تعادله مع بايرن 2-2 في إياب ربع النهائي هذا الموسم.
باريس سان جيرمان × أرسنال: الأفضلية للباريسيين
في المقابل، تتجه الأنظار مساء الأربعاء إلى العاصمة الفرنسية باريس، حيث يسعى سان جيرمان لتأمين بطاقة العبور إلى النهائي الثاني في تاريخه، حين يستضيف أرسنال الإنجليزي على ملعب “حديقة الأمراء”، بعد أن حسم لقاء ذهاب دوري أبطال أوروبا في لندن لصالحه بهدف نظيف أحرزه عثمان ديمبلي.
المهاجم الفرنسي، الذي سجل 8 أهداف في 9 مباريات بدوري أبطال أوروبا منذ بداية العام، شكّل مصدر القلق الوحيد للفريق بعد تعرضه لإصابة عضلية، لكنه عاد إلى التدريبات الجماعية، ومن المرجح مشاركته في مباراة الإياب.
ورغم الفوز ذهاباً، حذر المدرب لويس إنريكي لاعبيه من التراخي، مؤكداً أن “أرسنال فريق يمكنه قلب المعطيات في لحظة واحدة”. ويعوّل إنريكي على تألق حارسه دوناروما، الذي لعب دوراً حاسماً في الأدوار السابقة، بإقصائه ليفربول وأستون فيلا، قبل تألقه مجدداً في لندن.
أرسنال.. يملك الثقة والقدرة على الرد
من جانبه، أعرب دافيد رايا، حارس مرمى أرسنال، عن ثقته في قدرة فريقه على قلب الطاولة في باريس، مشيراً إلى أن الفريق أظهر قدرته على مقارعة الكبار منذ الدقيقة 25 من مباراة الذهاب. وأكد أن أرسنال سيذهب إلى باريس بعقلية الفوز فقط، مدعوماً بسجله الإيجابي في مواجهاته السابقة مع سان جيرمان، حيث حقق 4 انتصارات في 8 مباريات مقابل خسارة واحدة فقط.
وكان “المدفعجية” قد بلغ نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بعد انتصار تاريخي على ريال مدريد بنتيجة 5-1 في مجموع المباراتين، بينما تأهل سان جيرمان بشق الأنفس على حساب أستون فيلا (5-4).
حسابات التأهل.. لا مكان للأخطاء
يدخل إنتر ميلان وبرشلونة المباراة وهما يعلمان أن التعادل بأقل من ثلاثة أهداف يعني تأهل الفريق الإيطالي، بينما يحتاج برشلونة للفوز أو لتعادل بنتيجة أعلى لضمان العبور. أما في مواجهة باريس وأرسنال، فالفريق الإنجليزي مطالب بالفوز بفارق هدفين أو الانتصار بفارق هدف والذهاب إلى ركلات الترجيح، في حال تعادل الفريقان في مجموع المباراتين.
الجماهير الأوروبية باتت على موعد مع لحظات درامية، إذ تُعد كل تفاصيل المباراتين حاسمة، سواء على صعيد الأداء البدني أو الحضور الذهني، في مشوار لا يعترف إلا بالأقوياء. فمن سيحجز تذكرته إلى النهائي الكبير؟ الإجابة ستأتي خلال 180 دقيقة من الإثارة الخالصة.
اقرأ أيضًا:
ألكسندر أرنولد يودّع ليفربول بعد 20 عامًا.. والوجهة المقبلة ريال مدريد