شهد موسم دراما رمضان هذا العام حضورًا لافتًا لـ أبناء النجوم في عدد من المسلسلات، حيث تسابقوا للظهور على الشاشة الصغيرة بأدوار متنوعة، ما أثار جدلًا واسعًا بين جمهور المشاهدين والنقاد على حد سواء.
ظاهرة أبناء النجوم في دراما رمضان
فرغم أن بعض هؤلاء الوجوه الشابة كان يخوض أولى خطواته التمثيلية، إلا أن مشاركتهم قوبلت باتهامات بـ”توريث الفن”، حيث أشار البعض إلى أن ما يجمع أبناء النجوم ليس الموهبة فقط، بل الانتماء العائلي لأسماء لامعة في الوسط الفني، ولم يتردد رواد مواقع التواصل في إطلاق وصف “أبناء عاملين” على عدد من هؤلاء النجوم الجدد، في إشارة إلى أن الفرصة جاءت من اسم العائلة أكثر من الموهبة.

لكن، في المقابل، استطاع عدد من هؤلاء إثبات قدراتهم التمثيلية، وخطفوا الأضواء بأدائهم، ما دفع بعض النقاد إلى الإشادة بهم واعتبارهم إضافة حقيقية للمشهد الدرامي.
“العتاولة” و”سيد الناس” وجوه شابة تحت المجهر
من بين المشاركات البارزة لـ أبناءالنجوم هذا الموسم، لمع نجم مريم الجندي، ابنة الفنان الراحل محمود الجندي، في الجزء الثاني من مسلسل “العتاولة”، إلى جانب عزة مجاهد، ابنة فيفي عبده، ولمى كتكت، ابنة أمل رزق، ضمن توليفة درامية جمعت نخبة من النجوم أبرزهم طارق لطفي، باسم سمرة، وزينة، تحت قيادة المخرج أحمد خالد موسى.

وكان لمسلسل “سيد الناس”، نثيب كبير من ظهور أبناء النجوم بوجود 2 من أبناءأكبر النجوم الذين كان لهم نصيب الأسد من النقد ىوالانتقاد، حيث شاركت به الفنانة الشابة ملك زاهر، ابنة النجم أحمد زاهر، ونجل الفنان أحمد السقا، الفنان الشاب ياسين السقا، وتعرضوا لنقد كبير من الجمهور مثل بقية أبناء الفنانين.
إلا أن ملك زاهر وخرجت لتدافع عن نفسها وقالت للمنتقدين أنه يمكنهم تجاهل الأعمال التي لا تعجيهم خاصة أن هناك تنوع كبير ووفرة في عدد الأعمال المعروضة في موسم دراما رمضان 2025، كما خرجت مها الصغير والدة الفنان ياسين السقا وزوجة أحمد السقا لتدافع عن ابنها منتقدة الحدة في النقد والتطاول في بعض الأحيان، لافتة إلى أن دوره كان صغير جدا ولا يمكن الحكم عليه من خلاله.

تجارب لافتة في “وتقابل حبيب” و”شباب امرأة”
في مسلسل “وتقابل حبيب”، برز محمود ياسين، نجل الكاتب عمرو محمود ياسين وحفيد النجم الراحل محمود ياسين، بدور “حازم”، أمام ياسمين عبد العزيز وكريم فهمي.
كما قدم يوسف عمر، نجل لبنى ونس، أداءه في مسلسل “شباب امرأة” بدور “إمام”، الذي سبق أن جسده شكري سرحان، في معالجة درامية جديدة للمخرج أحمد حسن.

“عايشة الدور” ساحة للوجوه الجديدة
مسلسل “عايشة الدور”، بطولة دنيا سمير غانم، جمع بين عدد من أبناء النجوم، منهم أميرة أديب، ابنة منال سلامة، ومحمد الليثي، نجل الإعلامي عمرو الليثي، إلى جانب أحمد عصام السيد، وعمر الشناوي، حفيد كمال الشناوي.
ورغم الانتقادات اللاذعة التي طالت بعضهم، خصوصًا أميرة أديب، فإن حضورهم كان لافتًا، وأثار جدلًا واسعًا على السوشيال ميديا وصل إلى التشكيك حتى في أحقية دنيا سمير غانم نفسها، التي وصفها البعض بأنها “ورثت الفن” عن والديها.

مسلسلات متنوعة وتكريس لوجود أبناءالنجوم
شهد مسلسل “الحلانجي” ظهور يوسف وائل نور، نجل الفنان الراحل وائل نور، إلى جانب آيتن عامر ومحمد رجب.
كما شاركت ميران عبد الوارث، ابنة الفنان أحمد عبد الوارث، في مسلسل “أثينا”، الذي ضم ريهام حجاج وسوسن بدر، فيما ظهر عمر محمد رياض ومريم زكي في “قلع الحجر 2″، إلى جانب سهر الصايغ ورياض الخولي.

النقاد يردّون: “الموهبة وحدها تصنع النجومية”
علق الناقد الفني رامي عبد الرازق على ظاهرة أبناء النجوم قائلاً: “من الطبيعي أن يساعد الفنان أبناءه في أولى خطواتهم، لكن الاستمرار الحقيقي لا يأتي سوى بالموهبة. هناك من نجح واستحق فرصته، وهناك من سيسقط إذا لم يكن يمتلك ما يؤهله للوقوف أمام الكاميرا.”
في المحصلة، يظل موسم رمضان 2025 شاهدًا على موجة جديدة من أبناء النجوم، بين مؤيدين يرونها تجديدًا للدماء، ومعارضين يعتبرونها استغلالًا للمكانة العائلية. وحدها المواسم القادمة ستكشف من منهم سيصمد، ومن سيظل مجرد “اسم شهير” في جيناته فقط.
جمهور منقسم بين التشجيع والانتقاد
لم تمر مشاركة أبناء النجوم في دراما رمضان دون إثارة الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ انقسمت آراء الجمهور بين داعم ورافض، ففي حين رأى البعض أن ظهورهم أمر طبيعي في ظل نشأتهم داخل أجواء فنية، ما يمنحهم خلفية قوية واستعدادًا مبكرًا للعمل أمام الكاميرا، اعتبر آخرون أن بعضهم يفتقر إلى الموهبة، وأن الأدوار التي حصلوا عليها كان الأجدر بها وجوه جديدة من خارج الوسط الفني.
ما بين الفرصة والاختبار… الكاميرا لا تجامل
في النهاية، تبقى مشاركة أبناء النجوم في الأعمال الفنية قضية شائكة بين من يعتبرها امتدادًا طبيعيًا لإرث فني عائلي، ومن يراها نوعًا من “الواسطة” المقنّعة، لكن ما لا جدال فيه أن الكاميرا تملك الكلمة الأخيرة، فهي لا تجامل ولا تتستر على ضعف الأداء، فبين من أثبت جدارته ومن لا يزال في طور التجربة، يبقى المعيار الأهم هو الموهبة الحقيقية والقدرة على الإقناع.
ومع كل موسم جديد، تُعاد الكرة مجددًا، وتُطرح نفس التساؤلات: من سيبقى؟ ومن سيغيب؟ وحده الجمهور يملك الحكم، والزمن كفيل بفرز الأسماء اللامعة من تلك العابرة.
اقرأ أيضًا: