في مشهد يثير الدهشة والرفض، فتحت قنوات جماعة الإخوان الإرهابية أبوابها لأصوات إسرائيلية قادمة من الداخل المحتل، في محاولة لتشويه صورة الدولة المصرية وتحميلها مسؤولية ما يجري في قطاع غزة، متجاهلة جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق المدنيين الفلسطينيين.
أبواق الإخوان تروّج للرواية الإسرائيلية
الهجوم الإعلامي الممنهج الذي تبنته هذه القنوات ضد مصر، لم يأتِ بمعزل عن الحملة الإسرائيلية المستمرة لتصدير أزمة غزة إلى أطراف خارجية، ومحاولة غسل يدها من مسؤولية الحصار والتجويع والتدمير. إلا أن ما أثار استياء الشارع العربي والفلسطيني هو تطابق الخطاب بين إعلام الاحتلال وقنوات الجماعة الإرهابية، التي تحولت إلى منابر لترويج السردية الإسرائيلية بكل وضوح.
رغم الجهود المصرية المكثفة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، واستمرار مصر في دعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، سعت قنوات الإخوان إلى تحميل القاهرة مسؤولية الحصار، في تناقض فج مع الواقع الميداني. فمعبر رفح، الذي يُتهم زورًا بإغلاقه، لا يزال يستقبل عشرات الشاحنات المصرية يوميًا، في حين تتحكم قوات الاحتلال بشكل كامل في معبر كرم أبو سالم وتفرض قيودًا صارمة على حركة المساعدات.
اللافت أن تقارير إعلامية إسرائيلية – من بينها قناة “مكان” وصحفيون داخل تل أبيب – اعترفوا بأن الجيش الإسرائيلي هو من يمنع فتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني، حيث تسيطر القوات الإسرائيلية على مدينة رفح بالكامل منذ اجتياحها. ومع ذلك، تتجاهل أبواق الجماعة هذه الحقائق، وتواصل توجيه سهامها نحو مصر.
الأخطر من ذلك أن قنوات الإخوان لم تكتفِ بتجاهل الجرائم الإسرائيلية، بل أصبحت منصات موازية لرواية الاحتلال، متجاهلة عشرات التقارير الحقوقية التي تؤكد ارتكاب إسرائيل لجرائم ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية، كما جاء في تقارير منظمة “بتسيليم” ومؤسسة “أطباء لحقوق الإنسان” الإسرائيليتين. حتى أصوات أكاديمية داخل إسرائيل – من رؤساء جامعات ومسؤولين سابقين – طالبوا بوقف سياسة التجويع ضد غزة، والتي تؤثر على الأطفال والنساء بشكل مباشر.
اقرأ أيضا..
تحريض ضد مصر .. تظاهرات الإخوان تكشف وجهها الحقيقي
شخصيات فلسطينية وطنية داخل القطاع أكدت رفضها لهذا الخطاب الإخواني، واعتبرته استغلالًا لمعاناة الشعب الفلسطيني لخدمة أهداف الجماعة. كما شددوا على أن مصر لم تتخلَّ يومًا عن دعم الحقوق الفلسطينية المشروعة، بل ظلت على مدار عقود لاعبًا رئيسيًا في تثبيت الهدنة والدفع نحو الحل السياسي.
الحملة المشتركة بين الاحتلال والجماعة الإرهابية تعكس حجم التنسيق بينهما في استهداف الدولة المصرية ومؤسساتها. إلا أن محاولات تشويه الدور المصري تفقد مصداقيتها سريعًا أمام الوقائع على الأرض، والدعم الشعبي العربي الراسخ تجاه الموقف المصري من القضية الفلسطينية.