انطلقت، صباح اليوم الإثنين، في العاصمة القطرية الدوحة، أعمال القمة العربية الإسلامية الطارئة بمشاركة عدد من القادة والزعماء العرب والمسلمين، وتأتي القمة في أعقاب الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف العاصمة القطرية الأسبوع الماضي في محاولة لاغتيال عدد من قيادات حركة حماس خلال اجتماع ناقش مقترحًا أمريكيًا لوقف الحرب على غزة.
وتهدف القمة إلى مناقشة رد جماعي على العدوان، وبلورة موقف عربي إسلامي موحّد يحمّل إسرائيل مسؤولية التصعيد، ويدعو المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف الحرب المستمرة على قطاع غزة.

الأمين العام للجامعة العربية: العدوان على قطر تجاوز كل الحدود
أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، في كلمته خلال القمة، أن “الهجوم على الآمنين والوسطاء ليس من الشجاعة ولا من الشرف، بل هو تعبير عن جبن يعكس الانحدار الأخلاقي لحكومة الاحتلال”، وأضاف أن العدوان الإسرائيلي على السيادة القطرية “فاق كل الحدود”.
وأشار أبو الغيط إلى أن القمة لم تُعقد فقط ردًا على استهداف الدوحة، بل جاءت لإطلاق صرخة بوجه الصمت الدولي تجاه جرائم الاحتلال، قائلاً: “السكوت على الإجرام جريمة بحد ذاته، وعلى العالم أن يتحمّل مسؤوليته”.
“السكوت شجّع الاحتلال على التمادي”
انتقد أبو الغيط استمرار صمت المجتمع الدولي على جرائم الاحتلال، خاصة خلال العامين الماضيين من العدوان المتواصل على غزة، وهو ما اعتبره سببًا مباشرًا في تصاعد وتيرة الانتهاكات، وقال: “الصمت دفع الاحتلال إلى إشعال النيران في كل مكان، معتقدين أنهم سيفلتون من العقاب”.
دعوة لملاحقة مجرمي الحرب أمام الجنائية الدولية
وأوضح أمين عام الجامعة العربية أن من يقود حكومة الاحتلال هو شخص “مطلوب للعدالة الدولية”، في إشارة إلى قرارات المحكمة الجنائية الدولية، داعيًا إلى التضامن العربي الإسلامي من أجل ملاحقة مجرمي الحرب المتهمين بالإبادة في غزة.
اقرأ أيضًا:
أمير قطر: نتنياهو يحلم بفرض نفوذ إسرائيلي على المنطقة وهذا وهم خطير
رسالة إلى الشعب الإسرائيلي: “لن يُنسى هذا العدوان”
وجّه أبو الغيط في ختام كلمته رسالة إلى الشعب الإسرائيلي قائلاً: “إن ما تقوم به حكومتكم باسمكم لن يُنسى، والاعتداء على دولة طالما سعت لوقف الحرب وإنقاذ الأرواح لن يُمحى من الذاكرة”، محمّلًا حكومة الاحتلال مسؤولية تدمير فرص التعايش السلمي في المنطقة، ووصفها بأنها “حكومة دولة مارقة على مستوى الإقليم والعالم”.
بيان مشترك مرتقب: ما بعد الإدانة نحو الفعل
من المتوقع أن تصدر القمة بيانًا عربيًا إسلاميًا مشتركًا يدين الهجوم الإسرائيلي الغادر على الدوحة، ويؤكد على ضرورة الضغط الدولي لوقف العدوان على غزة، مع دعم مسار إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وتُعد هذه القمة الطارئة الثانية من نوعها بعد قمة الرياض في نوفمبر 2023، وسط توقعات بأن يتجاوز البيان الختامي حدود الإدانة التقليدية نحو خطوات عملية ملموسة لوقف التمدد الإسرائيلي في المنطقة.