تتزايد أزمات تسلا بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة نتيجة ضغوط سياسية واقتصادية، وقد شهدت وول ستريت يوم الاثنين 9 مارس 2025 موجة بيع مكثفة أطاحت بأسهم شركة تسلا، حيث انخفضت بنسبة 15% في يوم واحد، وهو أسوأ أداء يومي للشركة منذ سبتمبر 2020. كما أغلقت تسلا أسبوعها السابع على التوالي في المنطقة الحمراء، وهو أطول سلسلة خسائر تشهدها الشركة منذ إدراجها في بورصة ناسداك عام 2010.
أزمات تسلا تبلغ ذروتها
منذ أن بلغت أسهم تسلا ذروتها التاريخية عند 479.86 دولارًا في ديسمبر 2023، فقدت الشركة أكثر من 50% من قيمتها السوقية، مما أدى إلى محو 800 مليار دولار من قيمتها، ويُعتبر يوم الاثنين سابع أسوأ يوم في تاريخ السهم، مما أثار موجة من القلق بين المستثمرين حول مستقبل الشركة التي كانت تُعد في يوم من الأيام عملاقًا لا يُهزم في سوق السيارات الكهربائية.

ماسك بين البيت الأبيض وأزمات تسلا
تزامنت هذه الخسائر المتتالية وأزمات تسلا مع دخول إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، حيث تولى منصبًا رئيسيًا في البيت الأبيض. وعند سؤاله عن كيفية إدارة أعماله التجارية أثناء عمله مع الحكومة، أجاب ماسك بأنه يفعل ذلك “بصعوبة بالغة”.
ولم تقتصر الأزمات على تسلا فقط، بل امتدت لتشمل باقي إمبراطورية ماسك التجارية. فقد شهدت منصة التواصل الاجتماعي X (تويتر سابقًا) انقطاعات متكررة يوم الاثنين، بينما تواجه شركة سبيس إكس تحقيقات مكثفة بعد انفجارين متتالين أثناء الرحلات التجريبية لصاروخ Starship.
ضغوط اقتصادية وسياسية
جاءت هذه الضغوط المالية وسط حالة من عدم اليقين بشأن السياسات التجارية لإدارة ترامب، خاصة فيما يتعلق بالرسوم الجمركية على الواردات من كندا والمكسيك، وهما سوقان رئيسيان لموردي السيارات. وقد أدت هذه المخاوف إلى توقعات بارتفاع تكاليف الإنتاج، مما قد يؤثر على أسعار السيارات الكهربائية ويضعف القدرة التنافسية لتسلا في الأسواق العالمية.
أزمة صورة تجارية واحتجاجات عنيفة
تواجه تسلا أيضًا أزمة في صورتها التجارية بسبب الخطاب السياسي المثير للجدل لماسك وعلاقته الوثيقة بإدارة ترامب. فقد أصبح ماسك الوجه العام لجهود تقليص الحكومة الفيدرالية، مما أثار استياء شريحة واسعة من المستهلكين والمستثمرين. كما استخدم منصته X لمهاجمة القضاة الأمريكيين والترويج لأخبار مضللة عن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مما أدى إلى تزايد الانتقادات والاحتجاجات.
وقد شهدت عدة منشآت تابعة لتسلا في جميع أنحاء الولايات المتحدة احتجاجات وأعمال تخريب، حيث أبلغت الشرطة عن محاولات حرق متعمدة استهدفت متاجر ومراكز خدمة تسلا، أبرزها في كولورادو يوم 7 مارس. وأفاد محللون بأن هذه الأحداث قد تؤثر سلبًا على الطلب، حيث يتردد المشترون في اقتناء سيارات قد تكون هدفًا لأعمال العنف.

تراجع المبيعات في أوروبا
أشار تقرير صادر عن بنك أوف أميركا إلى أن مبيعات سيارات تسلا الجديدة في أوروبا انخفضت بنسبة 50% في يناير 2024 مقارنة بالعام السابق. ويعزو المحللون هذا التراجع إلى عدة عوامل، منها تراجع جاذبية العلامة التجارية بسبب مواقف ماسك السياسية، وانتظار العملاء لنموذج جديد من تسلا موديل Y قبل اتخاذ قرار الشراء.
مع استمرار التوترات السياسية والاقتصادية، تواجه تسلا تحديات كبيرة للحفاظ على مكانتها كواحدة من أكبر شركات السيارات الكهربائية في العالم. وفي ظل هذه الظروف، يبقى السؤال: هل ستتمكن تسلا من استعادة بريقها، أم أن عصرها الذهبي قد ولى؟
اقرأ أيضًا:
سيارات مرسيدس الكهربائية.. خطة طموحة و17 موديل جديد بحلول 2027