كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الأربعاء، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغ عددًا من وزراء حكومته بأن وزير الشؤون الاستراتيجية ورئيس وفد التفاوض بشأن استعادة المحتجزين لدى حركة حماس، رون ديرمر، يستعد لتقديم استقالته من منصبه خلال الفترة القريبة المقبلة.

وبحسب صحيفة إسرائيل هيوم، فإن نتنياهو لم يحدد موعدًا رسميًا لهذه الخطوة، كما لم تُعلن الأسباب المباشرة وراء نية ديرمر التنحي، لكن التسريبات جاءت لتثير جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية.
ضغوط داخلية متصاعدة
تزامنت هذه الأنباء مع موجة غضب شعبي متنامية تقودها عائلات المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، الذين يتهمون الحكومة، وعلى رأسها ديرمر، بالفشل في إدارة ملف المفاوضات.
وقد شهدت مدينة القدس مظاهرات متكررة أمام منزل ديرمر، رفع خلالها المحتجون شعارات تطالب بإقالته الفورية وتسريع التوصل إلى صفقة تبادل شاملة مع حركة حماس، معتبرين أن الوقت ينفد وأن المماطلة تزيد من معاناة ذويهم.
اقرا ايضًا
كوريا الشمالية تتمسك بترسانتها النووية وتفتح باب الدبلوماسية
انتقادات من المعارضة ومسؤولين سابقين
لم يقتصر النقد على الشارع الإسرائيلي، بل امتد إلى المؤسسة الأمنية والسياسية. فقد وجّه مسؤولون سابقون في الجيش وأجهزة الأمن، إلى جانب نواب من المعارضة، انتقادات لاذعة إلى ديرمر، واصفين أداءه في المفاوضات بأنه “غير فعّال” و”يفتقر إلى المرونة المطلوبة”.
وأكد هؤلاء أن إدارة هذا الملف الحسّاس تحتاج إلى شخصية أكثر قدرة على التفاوض تحت ضغوط معقدة، وبنهج مختلف يعيد الثقة إلى الرأي العام الإسرائيلي.
إخفاقات متكررة في جولات التفاوض
منذ تكليفه بإدارة الملف، واجه ديرمر عدة انتكاسات في المفاوضات مع حركة حماس. وكانت آخر جولة تفاوضية قد توقفت دون تحقيق أي نتائج ملموسة، الأمر الذي فاقم حالة الإحباط داخل أروقة الحكومة والمؤسسة الأمنية على حد سواء، وفتح الباب أمام المطالبة بإجراء تغييرات جوهرية في قيادة الملف.
خيارات نتنياهو بعد الاستقالة المحتملة
في حال تأكدت الاستقالة، سيكون على نتنياهو إيجاد بديل سريع لإدارة المفاوضات. وتشير تقديرات داخلية إلى احتمال أن يتم نقل الملف إلى جهاز الموساد، الذي يمتلك خبرة طويلة في قضايا التبادل والتفاوض السري، أو تكليف شخصية أمنية جديدة من داخل الحكومة أو المؤسسة العسكرية لإعادة الزخم إلى المحادثات.
أزمة داخلية تزيد من مأزق الحكومة
تأتي هذه التطورات في وقت تواجه فيه حكومة نتنياهو واحدة من أعقد أزماتها الداخلية، حيث يتقاطع الغضب الشعبي مع الخلافات السياسية، وسط ضغط دولي متزايد على إسرائيل وحركة حماس للقبول بحلول وسطية.

ويرى مراقبون أن استقالة ديرمر – إن تمت – قد تكون بمثابة اعتراف ضمني من الحكومة بفشل إدارتها لهذا الملف، لكنها في الوقت نفسه قد تمنح نتنياهو فرصة لإعادة ترتيب أوراقه السياسية عبر إدخال شخصية جديدة قد تحظى بثقة أكبر من الرأي العام.