أزمة دبلوماسية جديدة بين الجزائر وفرنسا، في تطور جديد يُضاف إلى سلسلة الخلافات المتصاعدة بين الجزائر وفرنسا، استدعت الجزائر، الثلاثاء 28 يناير 2025، السفير الفرنسي للاحتجاج على ما وصفته بـ”المعاملة الاستفزازية” لمواطنيها في مطارات باريس، وتأتي هذه الخطوة في إطار أزمة دبلوماسية مستمرة بين البلدين، والتي تشهد تصاعدًا ملحوظًا في الأسابيع الأخيرة.
أزمة دبلوماسبة واستدعاء السفير
وفقًا لوسائل إعلام جزائرية رسمية، أعلنت وزارة الخارجية الجزائرية عن استدعاء السفير الفرنسي للاحتجاج على الشكاوى المتكررة من مواطنين جزائريين تعرضوا لمعاملة “استفزازية ومهينة” من قبل شرطة الحدود في مطاري شارل ديغول وأورلي بباريس. وأكد بيان الخارجية الجزائرية أن السلطات تتابع بقلق بالغ هذه الشهادات، التي وصفت المعاملة بالتمييزية وغير المقبولة.

خلفية الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر وفرنسا
تأتي هذه الخطوة في سياق توترات دبلوماسية بين البلدين، بدأت بالتصاعد منذ الصيف الماضي، عندما أعلنت فرنسا دعمها لخطة المغرب بشأن الحكم الذاتي في الصحراء الغربية، وهو الملف الذي يعد حساسًا للغاية بالنسبة للجزائر. ومنذ ذلك الحين، شهدت العلاقات بين البلدين سلسلة من الخلافات، كان آخرها توقيف السلطات الجزائرية لبوعلام صنصال، وهو ناشط جزائري، وعدد من الشخصيات المؤثرة في فرنسا بتهمة الدعوة إلى العنف.
دعوات لتهدئة الأوضاع
في محاولة لاحتواء الأزمة، أبدى وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، استعداده الأسبوع الماضي للذهاب إلى الجزائر لبحث كافة القضايا العالقة بين البلدين. وقال بارو إن “فرنسا والجزائر ليس لديهما أي مصلحة في استمرار التوتر”، مؤكدًا على أهمية الحوار لحل الخلافات.
من جهته، دعا وزير الدفاع الفرنسي، سيباستيان ليكورنو، إلى “إعادة بناء العلاقة” بين البلدين، معربًا عن أسفه لأن “كره فرنسا أصبح موضوعًا للسياسة الداخلية” في الجزائر. وأضاف ليكورنو أن استمرار التوتر بين البلدين يُعد إهدارًا للوقت، خاصة في ظل التحديات الأمنية المشتركة في منطقة الساحل الأفريقي، حيث يتعاون البلدان في الحرب ضد الإرهاب.

مستقبل العلاقات بين التصعيد والحوار
مع استمرار التوترات، يبقى السؤال حول مستقبل العلاقات بين الجزائر وفرنسا. هل ستنجح الدعوات إلى الحوار في تهدئة الأجواء، أم أن الأزمة ستستمر في التصاعد؟ في ظل الخلافات العميقة والمصالح المتشابكة، يبدو أن الطريق إلى إصلاح العلاقات لن يكون سهلًا، خاصة مع دخول القضايا التاريخية والسياسية كعوامل مؤثرة في هذه الأزمة.
استدعاء السفير الفرنسي يُعد إشارة قوية على أن الأزمة بين الجزائر وفرنسا لم تصل بعد إلى نهايتها. في الوقت الذي تدعو فيه باريس إلى الحوار، تبدو الجزائر مصممة على الدفاع عن حقوق مواطنيها ومصالحها الوطنية. وفي ظل هذه الظروف، يبقى مستقبل العلاقات بين البلدين معلقًا بين مطرقة الخلافات وسندان الحاجة إلى التعاون في قضايا إقليمية ودولية مشتركة.
اقرأ أيضًا: