يُعد الصداع النصفي من أكثر أنواع الصداع انتشارًا حول العالم، إذ يعاني منه نحو مليار شخص، وفقًا لإحصاءات منظمة الصحة العالمية، ويصنَّف ضمن قائمة أكثر 10 أمراض مسببّة للإعاقة المؤقتة.

لا يقتصر أثره على الصعيد الصحي فحسب، بل يمتد إلى التأثير على الأداء المهني، الحياة الاجتماعية، وحتى الاستقرار النفسي للمصابين به، مما يجعله أحد التحديات الصحية المعقدة التي تواجه الأنظمة الطبية الحديثة.
ورغم أن الصداع النصفي قد يبدو للكثيرين كعرض مؤقت أو مجرد ألم في الرأس، إلا أن من يعانون منه يدركون تمامًا مدى تعقيده، وتعدد أسبابه، وتفاوت شدة نوباته التي قد تُسقِط المريض لأيام.
اقرأ أيضًا
لقاح الورم الحليمي للرجال..يحمي من تسع سلالات تسبب الإصابة بالفيروس
الفرق بين الصداع النصفي والعادي
ويختلف الصداع النصفي عن الصداع العادي في طبيعته، أسبابه، وشدة تأثيره على وظائف الجسم، حيث يمكن أن يمتد الألم من أربع ساعات إلى ثلاثة أيام دون علاج.
عوامل جينية وبيئية وتغيرات كيميائية في الدماغ
تشير الدراسات إلى أن الصداع النصفي ناتج عن خلل معقد في التوازن العصبي والكيميائي داخل الدماغ، خاصة ما يتعلق بمادة السيروتونين، وهي مادة ناقلة عصبية تلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم الألم.
ومن أبرز العوامل المسببة أو المحفزة
الوراثة: إذا كان أحد الوالدين مصابًا بالصداع النصفي، فاحتمالية إصابة الأبناء قد تصل إلى 50%.
التغيرات الهرمونية: وخاصة لدى النساء، حيث يتأثر الصداع بدورات الحيض، الحمل، أو تناول موانع الحمل الهرمونية.
الضغوط النفسية: القلق، التوتر، واضطرابات النوم من العوامل المؤثرة.
العوامل الغذائية: مثل تناول الشوكولاتة، الكحول، الكافيين الزائد، الجبن المعتق، أو حتى تخطي الوجبات.
العوامل البيئية: التغيرات المناخية، الضوء الساطع، الروائح النفاذة، أو الأصوات العالية.
العوامل العصبية: مثل فرط النشاط في العصب الثلاثي التوائم، الذي ينقل الإشارات من الوجه إلى الدماغ.
الأعراض
الصداع النصفي ليس مجرد ألم في الرأس، بل يأتي في مراحل قد تبدأ قبل الألم بساعات أو أيام. وتنقسم نوبة الصداع النصفي إلى أربع مراحل:
المرحلة التمهيدية (البادرة): تغيرات مزاجية، تعب، رغبة شديدة في بعض الأطعمة، تصلب الرقبة.
مرحلة الأورة (الهالة): اضطرابات بصرية (مثل رؤية ومضات ضوء أو بقع مظلمة)، تنميل، صعوبة في الكلام.
مرحلة الصداع: ألم نابض في جانب واحد من الرأس، غثيان، تحسس مفرط من الضوء والصوت.
مرحلة الانحلال: شعور بالإرهاق، صعوبة في التركيز، تقلبات مزاجية، قد تستمر ليوم كامل بعد انتهاء الألم.