تعافت أسعار الذهب في تعاملات اليوم الخميس، بعد أن شهدت تراجعًا حادًا في الجلسة السابقة نتيجة موقف مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الذي أبقى على أسعار الفائدة دون تغيير، وتلميحات رئيسه جيروم باول إلى أن البنك لا يعتزم خفض الفائدة في الوقت القريب، على الرغم من الضغوط الاقتصادية الناتجة عن التوترات التجارية العالمية.

أسعار الذهب
وسجلت أسعار الذهب ارتفاعًا بنسبة 0.5% ليصل إلى 3382.82 دولارًا للأونصة بحلول الساعة 8:40 صباحًا بتوقيت سنغافورة، ليعوض جزءًا من خسارته التي بلغت نحو 2% يوم الأربعاء.
وكان الذهب قد سجّل في وقت سابق من هذا العام مستوى قياسيًا تجاوز 3500 دولار للأونصة، مدفوعًا بموجة شراء كثيفة من المستثمرين والبنوك المركزية على حد سواء.
حذر وترقّب وسط غموض اقتصادي
أبقى مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير خلال اجتماعه الأخير، مؤكداً استمراره في سياسة التريث حتى تتضح الرؤية الاقتصادية بشكل أفضل.
وأكد رئيس المجلس، جيروم باول، أن تأثير السياسات التجارية، وعلى رأسها الرسوم الجمركية التي تفرضها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، يضيف حالة من الغموض على التوقعات الاقتصادية.
اقرأ أيضًا
أسعار الذهب تتراجع مع آمال انفراجة في العلاقات الأمريكية الصينية
وقال باول في تصريحاته:
“قد تكون آثار ذلك على التضخم قصيرة الأمد وتعكس تغيرًا لمرة واحدة في مستوى الأسعار، لكنها قد تتحول أيضًا إلى ضغوط تضخمية أكثر استمرارية”.
ورأى مراقبون أن تصريحات باول تشير إلى ميل البنك المركزي نحو الحذر، ما يعني أنه لن يبادر سريعًا إلى خفض أسعار الفائدة، على الرغم من استمرار حالة القلق في الأسواق العالمية.
الدولار يرتفع والذهب يتماسك رغم التحديات
بعد تصريحات باول، ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.5%، ما جعل الذهب أكثر كلفة لحائزي العملات الأخرى، وهو ما شكل ضغطًا على المعدن الأصفر. يُذكر أن الذهب لا يدرّ عائدًا، وبالتالي فإن بيئة أسعار الفائدة المرتفعة تُضعف من جاذبيته كمخزن للقيمة مقارنة بالأصول المدرة للفائدة.
ومع ذلك، لا تزال الأسواق تترقب إمكانية خفض أسعار الفائدة لاحقًا هذا العام، حيث يراهن المستثمرون على حدوث ما لا يقل عن ثلاث تخفيضات للفائدة قبل نهاية 2025، مع ترجيحات بأن تبدأ أولى تلك التخفيضات في يوليو المقبل.