تراجعت أسعار الذهب خلال تداولات اليوم، بعد أن كانت قد سجلت ارتفاعاً في وقت سابق، في ظل ترقب عالمي لرد إيران المحتمل على الهجمات الأميركية الإسرائيلية التي استهدفت منشآت نووية داخل أراضيها خلال عطلة نهاية الأسبوع.

أسعار الذهب
وتداولت السبائك قرب 3360 دولاراً للأونصة، بعدما صعدت بنسبة 0.8% في الساعات الأولى، بدعم من تصاعد التوتر الجيوسياسي في الشرق الأوسط، قبل أن تعاود الانخفاض نتيجة ضغوط اقتصادية أخرى.
اقرأ أيضًا
أسعار النفط تتراجع عند التسوية وسط عقوبات أمريكية جديدة على إيران
التوترات تدفع الذهب للصعود.. لكن مخاوف التضخم تكبح الاندفاع
رغم أن الذهب يُعد ملاذاً آمناً في أوقات الأزمات، فإن استمرار ارتفاع أسعار الطاقة والنفط يُهدد بدفع التضخم إلى مستويات أعلى، وهو ما يقلص فرص خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي. هذه التوقعات أضعفت اندفاعة المعدن الأصفر وأثرت سلباً على جاذبيته الاستثمارية.
وقال دانيال هاينز، كبير استراتيجيي السلع في مجموعة “إيه إن زي” المصرفية، إن الأسواق “لا تزال غير مقتنعة بأن الهجوم الأميركي سيؤدي إلى تصعيد كبير في التوترات الجيوسياسية”، لافتاً إلى أن ارتفاع أسعار النفط قد يُبقي السياسة النقدية متشددة لفترة أطول.
لم تُقدم إيران حتى اللحظة على أي هجوم انتقامي كبير، وسط مؤشرات على أن ردّها قد يكون محسوبًا لتجنّب ردود فعل أوسع. ووفق تحليلات، فإن روسيا والصين ستقدمان دعمًا سياسيًا لا أكثر، بينما لا تبدو الجماعات الحليفة لطهران جاهزة للدخول في مواجهة مباشرة.
ويرى مراقبون أن إيران قد تتجنب التصعيد، خصوصاً في ظل قلق بكين من أي اضطراب كبير قد يرفع أسعار النفط ويفاقم أزمة الإمدادات العالمية.
أسعار الذهب قرب من أعلى مستوياته التاريخية
يُتداول الذهب حاليًا على بعد نحو 140 دولارًا فقط من ذروته التاريخية التي بلغها في أبريل، ما يعزز حالة الحذر بين المستثمرين ويحدّ من اندفاع الشراء. وبلغ سعر الذهب الفوري 3361 دولاراً للأونصة بانخفاض 0.2% بحلول الساعة 11:03 صباحاً بتوقيت سنغافورة.
السياسة النقدية وعدم اليقين يدعمان أسعار الذهب على المدى القصير
في السياق ذاته، صرح باس كويجمان، الرئيس التنفيذي لشركة “دي إتش إف كابيتال إس إيه”، بأن قوى عدم اليقين، إلى جانب استمرار السياسة النقدية التيسيرية حول العالم، قد تبقي أسعار الذهب قريبة من مستوياتها القياسية في المدى القريب، رغم التقلبات اللحظية.