واصلت أسعار الذهب ارتفاعها القياسي لتبلغ مستويات غير مسبوقة، مسجلة نحو 3486.39 دولارًا للأونصة في المعاملات الفورية، وفق بيانات حديثة، وسط موجة من الإقبال الاستثماري الكبير على المعدن الأصفر، الذي عاد ليؤكد مكانته كأبرز الملاذات الآمنة في أوقات الأزمات.

أسعار الذهب تحقق صعود غير مسبوق
جاء هذا الارتفاع القياسي في أسعار الذهب مدفوعًا بجملة من العوامل المتداخلة، أبرزها تراجع قيمة الدولار الأميركي، وازدياد المخاوف من تباطؤ اقتصادي عالمي محتمل، في ظل توتر العلاقات التجارية والسياسية على الصعيدين المحلي والدولي.
اقرأ أيضًا
أسعار النفط تفقد مكاسبها بعد ارتفاع أسبوعي مدفوع بالمخاوف الجيوسياسية
وزادت حالة القلق بعد التصريحات الحادة التي أطلقها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تجاه رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، حيث لمّح إلى إمكانية إقالته، ما أثار موجة من الذعر بين المستثمرين بشأن مستقبل السياسة النقدية في الولايات المتحدة، ودفع العديد منهم إلى التخارج من الأصول الدولارية والأسهم والسندات الأميركية.
طلب غير مسبوق من البنوك والمستثمرين على الذهب
تزامنًا مع ذلك، شهدت الأسواق اندفاعًا كبيرًا من قبل البنوك المركزية، وصناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب، والمستثمرين الأفراد نحو تعزيز حيازاتهم من المعدن النفيس.
وتُفسر هذه التحركات على أنها محاولة تحوّط استباقي لأي صدمات اقتصادية أو جيوسياسية محتملة في المستقبل القريب.
ووفقًا لبيانات وكالة “رويترز”، فقد ارتفعت العقود الآجلة الأميركية للذهب بنسبة 1.9% لتصل إلى 3492 دولارًا، بينما زاد الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1.8%، مسجلًا أعلى مستوياته على الإطلاق حتى الساعة 03:30 صباحًا بتوقيت غرينتش.
الذهب يحقق مكاسب تجاوزت 32%
ومنذ بداية العام، حقق المعدن الأصفر قفزة نوعية تجاوزت 32%، في ظل التوترات التجارية العالمية، وتصاعد المخاوف من ركود اقتصادي، مما دفع المستثمرين إلى التخلي عن بعض الأصول ذات المخاطر العالية، واللجوء إلى الذهب كملاذ آمن.
ويُعد هذا الارتفاع الكبير مؤشرًا واضحًا على حالة انعدام الثقة المتزايدة في الأصول الأميركية، خصوصًا بعد الانتقادات العنيفة التي طالت رئيس الفيدرالي من جانب ترامب، ما فتح الباب أمام تكهنات بإمكانية تدخل سياسي قد يُقوّض استقلالية البنك المركزي الأميركي.