قال جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إن المجلس لن يتسرع في خفض أسعار الفائدة في المرحلة الحالية، حيث يفضل الانتظار للحصول على مزيد من الوضوح بشأن تأثير السياسات الاقتصادية التي تتبعها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الاقتصاد الأمريكي.

المجلس يراقب التطورات الاقتصادية لتحديد مصير أسعار الفائدة

وأوضح باول أن المجلس يراقب بعناية التطورات الاقتصادية خاصة في ظل التغيرات المستمرة في السياسة التجارية الأمريكية.

وقد جاء حديث باول في وقت يشهد فيه الاقتصاد تقلبات غير مستقرة، حيث شهدت أسواق الأسهم الأمريكية تراجعًا ملحوظًا وانخفضت عوائد السندات، وذلك بعد سلسلة من التصريحات المتضاربة من الرئيس ترامب بشأن فرض رسوم جمركية مرتفعة على شركاء تجاريين رئيسيين مثل المكسيك وكندا، تلتها تأخيرات في تنفيذ هذه الرسوم.

اقرأ أيضًا

التصعيد التجاري بين الصين وكندا.. رسوم جمركية جديدة على المنتجات الزراعية والغذائية

بالإضافة إلى ذلك، قام ترامب بزيادة الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات من الصين بنسبة مضاعفة، ما أثار مزيدًا من القلق في الأسواق العالمية.

 احتمال حدوث تباطؤ في إنفاق المستهلكين

ورغم أن باول أكد أن الاقتصاد الأمريكي “لا يزال في وضع جيد”، إلا أنه أشار إلى أن البيانات تشير إلى احتمال حدوث تباطؤ في إنفاق المستهلكين، كما أن هناك “غموضًا متزايدًا بشأن التوقعات الاقتصادية” بين الشركات في ظل التطورات الحالية. وأضاف باول أنه من الضروري الانتظار ومراقبة كيفية تأثير هذه المتغيرات على قرارات الإنفاق والاستثمار في المستقبل القريب.

وعلى صعيد سوق العمل، أعلنت الحكومة الأمريكية اليوم الجمعة عن إضافة 151 ألف وظيفة جديدة في شهر فبراير، وهو رقم يقل قليلاً عن التوقعات السابقة.

ومع ذلك، أشار باول إلى أن الاقتصاد الأمريكي قد أضاف في المتوسط نحو 191 ألف وظيفة “فعليًا” شهريًا منذ سبتمبر الماضي، وهو ما يشير إلى استقرار نسبي في سوق العمل رغم التحديات الاقتصادية الحالية.

وفيما يتعلق بالتضخم، ذكر باول أن بعض مقاييس توقعات التضخم على المدى القصير قد شهدت ارتفاعًا في الفترة الأخيرة، ولكن في الوقت نفسه، أوضح أن “معظم مقاييس توقعات التضخم على المدى الطويل لا تزال مستقرة وتتماشى مع هدف الاحتياطي الفيدرالي في الحفاظ على معدل تضخم عند 2%”.

وأكد أنه رغم هذه التحركات في توقعات التضخم، فإن سياسة الاحتياطي الفيدرالي ستظل متماشية مع تحقيق استقرار اقتصادي على المدى البعيد.

توقعات أسعار الفائدة

وفي ظل هذه الظروف، من المتوقع أن يظل مجلس الاحتياطي الفيدرالي ملتزمًا بالحفاظ على أسعار الفائدة ضمن النطاق الحالي من 4.25% إلى 4.50%، ومن المرجح أن يبقى هذا الوضع ثابتًا في اجتماع لجنة السوق المفتوحة الذي سيعقد في يومي 18 و19 من شهر مارس الحالي.