شهدت أسعار النفط تراجعاً حاداً إلى أدنى مستوياتها في أربع سنوات، بعد أن أعلن تحالف “أوبك+” عن زيادة مفاجئة في إنتاج النفط، مما أثار مخاوف من تداعيات الحرب التجارية العالمية.

تسببت هذه التطورات في تراجع أسعار النفط بشكل ملحوظ، بما في ذلك انخفاض أسعار خام غرب تكساس الوسيط وخام برنت إلى مستويات لم تُسجل منذ فترة طويلة.
ارتفاع الإنتاج وزيادة الرسوم الجمركية
بدأت الأسعار في التراجع منذ يوم الخميس نتيجة للرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي هددت الاقتصاد العالمي واستهلاك الطاقة.
اقرأ أيضًا
أسعار الذهب تواصل مكاسبها القياسية وسط اضطرابات التجارة العالمية
وبعد ساعات من هذه القرارات، قرر تحالف “أوبك+” رفع حجم الزيادة في الإنتاج المخطط لها في مايو إلى ثلاثة أضعاف، وهو ما وصفه المندوبون بأنه محاولة لخفض الأسعار كعقاب للأعضاء الذين يضخون أكثر من حصصهم المحددة.
لم تقتصر تداعيات هذا التراجع على النفط فقط، بل شملت أيضاً أسواق السلع الأساسية. تراجعت أسعار المعادن مثل النحاس بنسبة 67.7%، مما أدى إلى انخفاض أسواق الغاز الطبيعي في أوروبا. كما شهدت أسهم الشركات الكبرى مثل “غلينكور”، “بي إتش بي”، و”ريو تينتو” تراجعاً ملحوظاً.
تأثير تراجع أسعار النفط على الأسواق المالية
أدى هبوط أسعار النفط إلى كسر نطاق الأسعار البالغ 15 دولاراً، الذي كان السائد خلال الأشهر الستة الماضية، مما أثار المخاوف من تقلبات السوق في الفترة المقبلة.
كما بدأ المتداولون في إعادة تقييم توقعاتهم لسوق النفط، مع خفض بعض البنوك الكبرى مثل “غولدمان ساكس” و”آي إن جي” لتوقعاتها لأسعار النفط بسبب الزيادة المفاجئة في الإمدادات وارتفاع المخاطر الاقتصادية.
مخاوف من تصعيد الحرب التجارية
زاد تدهور أسعار النفط من المخاوف بشأن الركود المحتمل، وكان الرد الصيني على الرسوم الجمركية الأمريكية أحد العوامل المساهمة في هذا التراجع، حيث فرضت الصين تعريفات جمركية بنسبة 34% على جميع الواردات من الولايات المتحدة.
رهانات قياسية على هبوط الأسعار
مع تزايد المخاوف من هبوط الأسعار، ارتفعت الرهانات على هبوط أسعار النفط إلى مستويات قياسية.
وأظهرت بيانات من مجموعة “بريدجتون ريسرش” تحولاً دراماتيكياً في المراكز الاستثمارية، حيث ارتفعت نسبة البيع المكشوف في خام غرب تكساس الوسيط بشكل كبير.
تحديات استمرار انخفاض الأسعار
على الرغم من الهبوط الحاد في أسعار النفط، لا تزال هناك بعض المخاطر المتعلقة بالإمدادات، خاصة في ظل التوترات مع دول مثل إيران وفنزويلا التي تخضع لعقوبات أمريكية.
ورغم الضغوط التي تتعرض لها الأسعار حالياً، يرى الخبراء أن الأسعار لن تبقى دون مستوى 70 دولاراً لفترة طويلة بسبب احتمالية اضطرابات في الإمدادات.