شهدت أسعار النفط تراجعاً ملحوظاً، مما أدى إلى وقف أطول موجة صعود لأسعار النفط في نحو ثلاثة أشهر، بعد أن أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن موافقته على تنفيذ هدنة جزئية.
هذا الإعلان أثار التوقعات بشأن احتمالية استئناف تدفق النفط الروسي بحرية إلى الأسواق العالمية، وهو ما كان له تأثير كبير على معنويات السوق.

أسعار النفط
في تفاصيل التداولات، تراجعت أسعار عقود خام غرب تكساس الآجلة بحوالي 0.9% قبل أن تعوض معظم الخسائر وتستقر في النهاية على انخفاض طفيف بنسبة 0.2% عند مستوى 69 دولاراً للبرميل.
اقرأ أيضًا
موديز تحذر: القوة المالية الأمريكية تواجه تراجعاً مع تزايد العجز وتراكم الديون
جاء هذا التراجع بعد إعلان أوكرانيا عن وقف إطلاق النار، إلى جانب إعلان البيت الأبيض عن اتفاق مع روسيا يهدف إلى ضمان أمن الملاحة في البحر الأسود ووقف استهداف البنية التحتية للطاقة، مما يساهم في تخفيف حدة المخاوف بشأن الإمدادات المستقبلية.
الأنظار تتجه إلى النفط الروسي
من المتوقع أن تؤدي الهدنة بين روسيا وأوكرانيا إلى تخفيف القيود المفروضة من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على قطاع النفط الروسي، وهو ما يمكن أن يسهم في زيادة تدفق النفط الروسي إلى الأسواق العالمية.
ورغم هذه التوقعات، فإن رد فعل السوق كان خافتاً، مما يعكس تشكك المتداولين في أن هذه التطورات ستؤثر بشكل كبير أو سريع على حجم الإمدادات العالمية للنفط. في الشهر الماضي، بلغت صادرات النفط الروسية أعلى مستوى لها في خمسة أشهر، مما يعكس قدرة روسيا على تصدير كميات كبيرة من النفط رغم العقوبات المفروضة عليها. يُعدّ النفط الروسي أحد المصادر الرئيسة لتمويل الحرب الروسية في أوكرانيا، وهو ما يجعل التوقعات بشأن تأثير هذه الهدنة على الاقتصاد الروسي محط اهتمام عالمي.
عقوبات ترامب تؤدي إلى تعقيدات في سوق النفط الفنزويلي
من جانب آخر، ظهرت أخبار تتعلق بخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على مشتري النفط الفنزويلي، وهو ما من شأنه أن يساهم في تعقيد عمليات المصافي في بعض الأسواق الكبرى مثل الصين والهند وأوروبا الغربية.
هذه الخطوة من شأنها أن تساهم في تضييق خيارات الشركات التي تعتمد على النفط الفنزويلي، وقد تؤدي إلى زيادة في التوترات التجارية المتعلقة بالقطاع النفطي العالمي.
في الوقت نفسه، أدى تكثيف العقوبات الدولية المفروضة على صادرات النفط الإيرانية والفنزويلية إلى تعزيز حجم التداول على عقود شراء مزيج برنت، حيث راهن العديد من المستثمرين على ارتفاع سعر البرميل، مما دفع العقود الآجلة للنفط إلى أعلى مستوياتها منذ بداية العام. وبالرغم من أن العقوبات على إيران وفنزويلا تسببت في تقلبات شديدة في الأسواق العالمية، إلا أن هذا الضغط قد خفت في الآونة الأخيرة، خاصة مع انحسار موجة البيع التي اجتاحت أسواق الأسهم العالمية في الفترة الماضية.