تراجعت أسعار النفط في تعاملات اليوم الإثنين، متأثرةً بمخاوف من زيادة المعروض العالمي وتراجع الطلب، في ظل استمرار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، التي تلقي بظلالها على توقعات النمو الاقتصادي العالمي.

فقد انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 24 سنتًا، أي ما يعادل 0.4%، لتسجل 61.05 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 00:32 بتوقيت غرينتش، بينما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 21 سنتًا أو 0.4% لتبلغ 57.33 دولارًا للبرميل، لتفقد بذلك مكاسبها المحدودة التي حققتها في نهاية الأسبوع الماضي.
اقرأ أيضًا
الصين تشدد قبضتها على المعادن النادرة.. تراجع الصادرات يربك سلاسل الإمداد العالمية
ثالث انخفاض أسبوعي على التوالي
وتأتي هذه الخسائر استكمالًا لاتجاه هبوطي شهدته الأسواق خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، حيث تراجع الخامان القياسيان بأكثر من 2% الأسبوع الماضي، ليسجلا الانخفاض الأسبوعي الثالث على التوالي.
ويرى محللون أن المخاوف من ضعف الطلب العالمي على الطاقة نتيجة تباطؤ النشاط الصناعي وتزايد التوتر التجاري بين أكبر اقتصادين في العالم — الولايات المتحدة والصين — تضغط على أسعار النفط بشكل مستمر، مع تراجع شهية المستثمرين تجاه الأصول المرتبطة بالطاقة.
توقعات وكالة الطاقة الدولية تضغط على الأسواق
وزادت حالة القلق في الأسواق بعد تقرير وكالة الطاقة الدولية الأخير الذي أشار إلى توقعات بارتفاع فائض المعروض العالمي من النفط في عام 2026، مدفوعًا بزيادة الإنتاج في عدد من الدول المنتجة داخل وخارج منظمة أوبك.
وتوقعت الوكالة أن يتجاوز المعروض الطلب خلال العامين المقبلين، ما قد يؤدي إلى تكدس المخزونات العالمية وتراجع الأسعار في غياب تخفيضات إنتاجية جديدة من جانب التحالف النفطي (أوبك+).
توترات تجارية وتباطؤ اقتصادي
ويأتي هذا التراجع في الأسعار على خلفية تصاعد الخلافات التجارية بين واشنطن وبكين، بعد فرض رسوم جديدة متبادلة على بعض السلع، وهو ما أثار مخاوف من تباطؤ أكبر في الاقتصاد العالمي، وبالتالي تراجع الطلب على الوقود والنفط الخام.
ويرى خبراء الطاقة أن استمرار النزاع التجاري قد يؤدي إلى تباطؤ حاد في حركة الشحن والتجارة الدولية، ما سينعكس سلبًا على الطلب العالمي على النفط خلال النصف الأول من العام المقبل.
نظرة مستقبلية حذرة
ورغم تراجع الأسعار، يتوقع محللون أن أي إشارات على خفض إنتاج إضافي من قبل تحالف أوبك+، أو تحسن في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، قد تسهم في دعم الأسعار مؤقتًا واستقرار السوق.
لكن في المقابل، تظل الأسواق حذرة في ظل تزايد إنتاج النفط الصخري الأميركي واستمرار ارتفاع الصادرات من بعض الدول المنتجة، وهو ما يعزز التوقعات بأن تظل الأسعار تحت ضغط في المدى القريب.
