واصلت أسعار النفط انخفاضها خلال تعاملات اليوم الثلاثاء، متأثرة ببيئة اقتصادية متقلبة يسودها القلق من تباطؤ النشاط التجاري العالمي، في ظل تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وهما من أكبر مستهلكي الطاقة في العالم. كما خفّض تراجع المخاوف بشأن الإمدادات من حدة التوتر في الأسواق، في وقتٍ يشهد العالم تغيّرات حادة في موازين السياسة والاقتصاد.

أسعار النفط
سجّلت العقود الآجلة لخام برنت انخفاضاً بنسبة 1%، بما يعادل 69 سنتاً، ليصل سعر البرميل إلى 68.52 دولاراً، وهو أدنى مستوى خلال أسبوع. في المقابل، هبط سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنحو 69 سنتاً أو ما يعادل 1.03% إلى 66.51 دولاراً للبرميل.
ومن المنتظر أن تنتهي صلاحية عقد تسليم أغسطس من خام غرب تكساس في نهاية تعاملات اليوم، بينما تراجع عقد سبتمبر – الذي يُعد الأكثر نشاطاً – بنسبة 0.82% أو 54 سنتاً، ليسجّل 65.41 دولاراً للبرميل، بحسب ما نقلته شبكة “سي إن بي سي عربية”.
التوتر التجاري بين أمريكا وأوروبا يضغط على الأسواق
تأتي هذه التراجعات وسط تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، والتي تؤثر بشكل مباشر على توقعات الطلب العالمي على النفط.
ويبحث الاتحاد الأوروبي حالياً، وفق تصريحات دبلوماسيين أوروبيين، اتخاذ مجموعة أوسع من التدابير المضادة ضد واشنطن، في ظل تعثر المفاوضات التجارية بين الطرفين.
وتُعد هذه التوترات امتداداً للخلافات التي تصاعدت في الأشهر الأخيرة بشأن الرسوم الجمركية والدعم الصناعي، ما أثار قلق الأسواق من دخول الاقتصاد العالمي في دوامة تباطؤ ممتدة تؤثر على مستويات الاستهلاك الصناعي والنقل.

إمدادات مستقرة وتراجع في المخاوف الجيوسياسية
في المقابل، تراجعت المخاوف المتعلقة بانقطاع الإمدادات النفطية، مدفوعة بزيادة إنتاج بعض كبار المنتجين، فضلاً عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في 24 يونيو، أنهى التوتر العسكري بين إسرائيل وإيران – وهو أحد العوامل التي كانت قد أثارت مخاوف المستثمرين من تعطل محتمل في الإمدادات بمنطقة الشرق الأوسط.
اقرأ أيضًا
الصين تحتج بشدة على العقوبات الأوروبية وتتوعد برد قوي
التهدئة الجيوسياسية أعادت شيئاً من الاستقرار إلى أسواق الطاقة، بعد أسابيع من القلق بشأن توسع رقعة النزاع في المنطقة وتأثيره المحتمل على تدفق النفط من مضيق هرمز.
تراجع الدولار يحدّ من الخسائر
ورغم الضغط الذي شكّله التوتر التجاري وضعف مؤشرات النمو، فإن تراجع سعر الدولار الأميركي ساهم في التخفيف من خسائر الخام. إذ أن انخفاض الدولار يُقلل من تكلفة شراء النفط للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى، ما يرفع من وتيرة الطلب نسبياً.
ويُنظر إلى تحركات الدولار دائماً كعامل حاسم في أداء أسعار السلع الأساسية، خاصة النفط، الذي يتم تسعيره عالمياً بالدولار الأميركي.
نظرة مستقبلية حذرة وسط مؤشرات متضاربة
تظل توقعات سوق النفط مضطربة، في ظل تباين العوامل المؤثرة؛ فمن جهة هناك جهود منظمة أوبك+ للحفاظ على التوازن في السوق، ومن جهة أخرى هناك ضغوط مستمرة من تباطؤ اقتصادي عالمي محتمل، مع تصاعد الخلافات التجارية وارتفاع معدلات الفائدة في بعض الاقتصادات الكبرى.

ويترقب المستثمرون حالياً صدور بيانات المخزونات الأميركية، إلى جانب مؤشرات جديدة حول تحركات الطلب في الصين، وسط محاولات عالمية لكبح التضخم دون الدخول في ركود.