استعادت أسعار النفط بعض مكاسبها خلال تعاملات اليوم الاثنين، بعد أن تراجعت في الجلسة السابقة إلى أدنى مستوياتها منذ مايو الماضي، وسط تفاؤل المستثمرين بإمكانية حدوث انفراجة في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، أكبر اقتصادين ومستهلكين للطاقة في العالم.
وبحلول الساعة 00:45 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 1.39% لتصل إلى 63.60 دولارًا للبرميل، بعد أن كانت قد أغلقت يوم الجمعة على انخفاض بنسبة 3.82%.

كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة 1.48% ليسجل 59.77 دولارًا للبرميل، بعد أن هبط بنسبة 4.24% في ختام الأسبوع الماضي.
تصاعد الحرب التجارية وقلق الأسواق
جاء هذا التحسن بعد أسبوع من التوترات التجارية المتصاعدة بين واشنطن وبكين، إذ وسّعت الصين قيودها على صادرات المواد الأرضية النادرة، وردّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الصادرات الصينية إلى الولايات المتحدة، إلى جانب فرض ضوابط جديدة على تصدير “أي وجميع البرمجيات الحساسة” اعتبارًا من الأول من نوفمبر.
اقرأ أيضًا
ترامب يفرض رسومًا جمركية جديدة بنسبة 100% على الصين اعتبارًا من نوفمبر
وتُعد هذه الإجراءات جزءًا من حرب تجارية مستمرة منذ سنوات بين القوتين الاقتصاديتين، وتثير مخاوف المستثمرين بشأن تأثيرها على سلاسل الإمداد العالمية، خصوصًا في قطاع التكنولوجيا.
لقاء مرتقب بين ترامب وشي جين بينغ
تترقب الأسواق لقاءً محتملاً بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ على هامش منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ المقرر انعقاده في كوريا الجنوبية نهاية الشهر الجاري.
وقال الممثل التجاري الأميركي جاميسون جرير إن اللقاء “لا يزال ممكنًا”، مما زاد من آمال المستثمرين في إمكانية تخفيف حدة التوترات.
وفي مذكرة بحثية، أشار محللو “غولدمان ساكس” إلى أن “السؤال الرئيسي للأسواق هو ما إذا كانت هذه الرسوم الجمركية ستُنفذ فعلاً، أم أنها مجرد أداة ضغط قبل المحادثات الثنائية المرتقبة”.
وأضافوا أن “السيناريو الأكثر ترجيحًا هو أن يتراجع الطرفان عن السياسات العدوانية ويمددا فترة الهدوء التجاري التي تم التوصل إليها في مايو الماضي”، مع بقاء خطر التصعيد قائمًا في حال فشل المفاوضات.
انعكاسات أوسع على أسواق الطاقة
وتراجعت أسعار النفط خلال شهري مارس وأبريل الماضيين مع ذروة التصعيد التجاري بين البلدين، إذ أثّر ضعف النشاط الصناعي العالمي على مستويات الطلب.
ويخشى المستثمرون أن يؤدي أي تصعيد جديد في الحرب التجارية إلى تباطؤ اقتصادي عالمي قد يضغط مجددًا على أسعار النفط.
تطورات موازية في الشرق الأوسط
وفي سياق منفصل، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الأحد أن حرب غزة قد انتهت، وذلك قبل توجهه إلى إسرائيل تمهيدًا للإفراج عن الرهائن الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين في إطار اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة مصرية أميركية قطرية.
ويُتوقع أن يُسهم هذا التطور في تهدئة المخاوف الجيوسياسية التي كانت تضغط على أسواق النفط خلال الأسابيع الماضية.