سجلت أسعار النفط ارتفاعاً لليوم الثاني على التوالي، مدعومة بتصريحات أمريكية مشددة ضد صادرات الطاقة الإيرانية، ما أعاد التوترات الجيوسياسية إلى الواجهة وأثار مخاوف جديدة بشأن وفرة الإمدادات العالمية.

أسعار النفط
وسجلت أسعار النفط ارتفاعًا قياسيًا، حيث تجاوز خام برنت حاجز 66 دولاراً للبرميل، عقب مكاسب اقتربت من 2% خلال تداولات الأربعاء، في مسار نحو أول صعود أسبوعي خلال شهر أبريل. في الوقت ذاته، اقترب خام غرب تكساس الوسيط من مستوى 63 دولاراً للبرميل.
اقرأ أيضًا
أسعار الذهب تسجل أعلى مستوى تاريخي متجاوزة 3300 دولار للأونصة
تعطيل سلسلة إمداد النفط الإيراني
ويأتي هذا التحرك في أعقاب تصريحات وزير الخزانة الأمريكي، سك بيسينت، الذي أكد التزام بلاده باستخدام “أقصى درجات الضغط” لتعطيل سلسلة إمداد النفط الإيراني.
وفرضت واشنطن بالفعل عقوبات على مصفاة صينية ثانية، شركة “شاندونغ شينغ شينغ للكيماويات”، بتهمة استيراد ما يزيد عن مليار دولار من الخام الإيراني، في انتهاك واضح للعقوبات الأميركية.

وفي رد فعل سريع، لوّحت طهران بانهيار محتمل في المحادثات النووية الجارية مع واشنطن، إذا ما استمرت إدارة الرئيس ترمب في “تغيير مسارها” حسب تعبير المسؤولين الإيرانيين.
الضغوط الأمريكية تقابلها مرونة إيرانية – صينية
رغم التصعيد، يُجمع محللون على أن التأثير الفعلي للعقوبات قد يكون محدوداً.
وأشار براين لايسن، كبير محللي النفط في “آر بي سي كابيتال ماركيتس”، إلى أن طهران وبكين نجحتا في بناء منظومة توريد وآليات مالية بديلة بعيدة عن النظام المالي الغربي، ما يخفف من وقع العقوبات الأمريكية.
دعم إضافي من المخزونات الأمريكية
التعافي الأخير في الأسعار تزامن أيضاً مع بيانات أمريكية أظهرت انخفاض مخزونات النفط في كوشينغ، أوكلاهوما – نقطة التسليم الرئيسية لعقود غرب تكساس – بنحو 650 ألف برميل، لتسجل أدنى مستوى موسمي لها منذ عام 2008.
ورغم هذا الصعود، لا تزال الأسعار بعيدة عن مستوياتها السابقة، بعدما فقدت أكثر من 10 دولارات للبرميل في وقت سابق من الشهر، في ظل اضطراب الأسواق نتيجة السياسة التجارية “المتقلبة” للرئيس الأميركي، والتي أثارت مخاوف بشأن تباطؤ الاقتصاد العالمي وتراجع الطلب على الطاقة.
أوبك+ تواجه تحديات الامتثال
وفي الخلفية، يواصل تحالف “أوبك+” محاولاته لدفع الدول الأعضاء إلى الالتزام بحصص الإنتاج المقررة. ومع ذلك، تظهر البيانات الأخيرة أن التقدم لا يزال محدوداً، لا سيما في العراق وروسيا، في حين ارتفعت مخزونات كازاخستان – المعروفة بعدم التزامها التقليدي – بنسبة تفوق 40%.
يُذكر أن التداولات على عقود النفط الآجلة ستتوقف يوم الجمعة، تزامناً مع عطلة رسمية في عدد من الأسواق العالمية.