سجلت أسعار النفط ارتفاعًا محدودًا في تعاملات اليوم الاثنين، مدفوعة بالتطورات الجيوسياسية في كل من أوروبا والشرق الأوسط، بينما كبحت المخاوف المتعلقة بزيادة المعروض النفطي والرسوم الجمركية على التجارة العالمية من مكاسب الخام.

فقد ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 28 سنتًا، أي بنسبة 0.42%، لتسجل 66.96 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 01:18 بتوقيت غرينتش، كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 20 سنتًا أو ما يعادل 0.32% إلى مستوى 62.88 دولار للبرميل.
أوروبا على وقع التهديدات الروسية
قال مايكل مكارثي، الرئيس التنفيذي لمنصة الاستثمار “مومو” في أستراليا ونيوزيلندا، إن “التقارير خلال عطلة نهاية الأسبوع عن تهديدات روسية على الحدود البولندية ذكّرت المتعاملين بالمخاطر المستمرة على أمن الطاقة الأوروبي من الشمال الشرقي”.
اقرأ أيضًا
شركات التكنولوجيا في مأزق بعد قرار ترامب برفع تكلفة تأشيرات H-1B
وكانت بولندا قد نشرت مقاتلات بالتعاون مع حلفائها صباح السبت لتأمين أجوائها بعد ضربات روسية استهدفت غرب أوكرانيا قرب حدودها. كما أعلنت القوات الجوية الألمانية أن طائرة عسكرية روسية دخلت الأجواء المحايدة فوق بحر البلطيق، فيما سبق ذلك انتهاك ثلاث طائرات روسية لأجواء إستونيا لمدة 12 دقيقة يوم الجمعة.
ومن المقرر أن يجتمع مجلس الأمن الدولي اليوم الاثنين لبحث اتهامات إستونيا بانتهاك المجال الجوي من قبل المقاتلات الروسية، وهو ما يضيف مزيدًا من التوتر إلى المشهد الأوروبي.
الشرق الأوسط في قلب المشهد النفطي
لم تقتصر عوامل الضغط على أوروبا فقط، إذ شهدت منطقة الشرق الأوسط توترًا جديدًا عقب اعتراف أربع دول غربية رسميًا بدولة فلسطين، وهو ما أثار رد فعل غاضبًا من إسرائيل وزاد المخاوف بشأن استقرار المنطقة المنتجة للنفط.
ويخشى المتعاملون أن تؤدي التوترات السياسية إلى اضطراب الإمدادات في أسواق الخام العالمية، خصوصًا أن المنطقة تعد أحد أهم المراكز الرئيسية لإنتاج وتصدير النفط.
توازن هش بين الطلب والمعروض
وعلى الرغم من التوترات، فإن القلق من وفرة المعروض النفطي العالمي ظل يضغط على الأسعار. فقد أغلق خام برنت وخام غرب تكساس الأسبوع الماضي على انخفاض بأكثر من 1%، في ظل مخاوف من تراجع الطلب العالمي.
ويرى محللون أن قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة قد يشكل دعمًا إضافيًا لاستهلاك الطاقة خلال الفترة المقبلة، لكنه لا يزال غير كافٍ لتبديد المخاوف المتعلقة بالمعروض الفائض.
نظرة مستقبلية
تترقب الأسواق مخرجات اجتماع مجلس الأمن بشأن التصعيد الروسي الأوروبي، إلى جانب ردود الفعل الإسرائيلية على المواقف الغربية الأخيرة تجاه القضية الفلسطينية. وبينما تظل التوترات الجيوسياسية عنصرًا داعمًا للأسعار، فإن استمرار المخاوف من تراجع الطلب وتخمة المعروض قد يجعل من مكاسب النفط مؤقتة وهشة في المرحلة الحالية.