شهدت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا بنحو 3% في جلسة الجمعة، مع استجابة المستثمرين لتوقعات وكالة الطاقة الدولية التي أشارت إلى ضعف محتمل في سوق النفط خلال العام الحالي، بالإضافة إلى تأثير الرسوم الجمركية الأميركية والتوترات المتعلقة بالعقوبات المحتملة على روسيا.

أسعار النفط
فقد صعدت العقود الآجلة لخام برنت بـ 1.72 دولار (2.5%) لتسجل 70.36 دولارًا للبرميل، فيما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.88 دولار (2.8%) ليصل إلى 68.45 دولارًا للبرميل عند التسوية.
اقرأ أيضًا
أسعار النفط تتراجع مع ترقب المستثمرين لتطورات الحرب التجارية
مكاسب أسبوعية تعزز التفاؤل الحذر
خلال الأسبوع، ارتفع خام برنت بنسبة 3%، بينما حقق خام غرب تكساس الوسيط مكاسب بنحو 2.2%. وأكدت وكالة الطاقة الدولية أن الإمدادات في سوق النفط العالمية قد تكون أقل من التقديرات المعلنة، مدفوعة بزيادة نشاط المصافي لمواكبة طلب السفر والطاقة الكهربائية خلال فصل الصيف.
وأوضح فيل فلين، كبير المحللين في مجموعة “برايس فيوتشرز”، أن السوق بدأت تدرك محدودية الإمدادات، مشيرًا إلى استمرار خفض عدد حفارات النفط والغاز الطبيعي في الولايات المتحدة للأسبوع الحادي عشر على التوالي، وهو ما لم يحدث منذ يوليو 2020.

توقعات متباينة لنمو العرض والطلب
على الرغم من ضيق الإمدادات على المدى القصير، عززت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو العرض هذا العام، في حين خفضت توقعاتها لنمو الطلب، مما يشير إلى احتمال وجود فائض في السوق خلال الفترة المقبلة.
وفي ذات السياق، أشار محللو “كومرتس بنك” إلى زيادة متوقعة في ضخ النفط من دول أوبك+ بوتيرة سريعة، محذرين من خطر حدوث فائض كبير في المعروض، رغم أن الأسعار مدعومة على المدى القصير.
مواقف موسكو والرياض وتعزيزات الطلب
أكد نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك أن موسكو ستعوض الإنتاج الزائد عن حصتها في أوبك+ خلال شهري أغسطس وسبتمبر، في خطوة تعكس التزامها باتفاقات الإنتاج.
من جانبها، تستعد السعودية لشحن نحو 51 مليون برميل من النفط الخام إلى الصين في أغسطس، وهي أكبر شحنة منذ أكثر من عامين، ما يعكس طلبًا قويًا من السوق الصينية.
تراجع توقعات أوبك للطلب على المدى الطويل
خفضت أوبك توقعاتها للطلب العالمي على النفط في الفترة من 2026 إلى 2029، نتيجة تباطؤ نمو الطلب في الصين، وفق تقرير توقعات النفط العالمي 2025 الصادر عن المنظمة.
وأكدت وزارة الطاقة السعودية التزام المملكة بأهداف الإنتاج الطوعي ضمن تحالف أوبك+.
لكن القلق يساور المستثمرين بسبب السياسات التجارية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، ولا سيما الرسوم الجمركية التي قد تؤثر سلبًا على النمو الاقتصادي العالمي، وبالتالي على الطلب على النفط.
وفي تطورات سياسية ذات صلة، عبّر ترامب عن خيبة أمله من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب عدم إحراز تقدم في جهود السلام في أوكرانيا، وسط استمرار القصف الروسي المكثف للمدن الأوكرانية.