شهدت أسعار النفط اليوم الخميس ارتفاعًا طفيفًا بعد سلسلة من الانخفاضات التي استمرت لأربع جلسات متتالية، حيث تم تسجيل زيادة طفيفة في أسعار العقود الآجلة.

هذا الارتفاع الطفيف جاء وسط تزايد التكهنات حول إمكانية تخفيف الرسوم الجمركية الأمريكية المفروضة على إمدادات النفط الخام القادمة من كندا، وهو ما قد يكون له تأثير إيجابي على السوق.

ولكن، على الرغم من هذا الارتفاع، ظل المستثمرون حذرين بسبب استمرار وجود الرسوم الجمركية المتبقية على واردات المكسيك، بالإضافة إلى الخطط التي أعلنتها بعض الدول المنتجة الكبرى في سوق النفط لزيادة حصص الإنتاج الخاصة بها، وهو ما يساهم في الحفاظ على الضغوط السلبية على الأسعار.

اقرأ أيضًا

الصين وكندا تردان على الرسوم الجمركية الأمريكية بفرض رسوم جديدة

أسعار النفط اليوم

وفي التفاصيل، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 42 سنتًا، أي بنسبة 0.61%، لتصل إلى 69.72 دولارًا أمريكيًا للبرميل.

كما سجل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي زيادة مماثلة، حيث ارتفع بمقدار 40 سنتًا، أي بنسبة 0.6%، ليصل إلى 66.71 دولارًا أمريكيًا للبرميل، وفقًا للبيانات الواردة من وكالة “رويترز”.

من جهة أخرى، كانت أسعار النفط قد شهدت انخفاضًا حادًا خلال الجلسات الأربع السابقة، حيث تراجعت أسعار خام برنت بنسبة 6.5%، مما جعلها تصل إلى أدنى مستوياتها منذ ديسمبر 2021. كما شهد خام غرب تكساس الوسيط انخفاضًا مماثلًا بلغ 5.8%، ليصل إلى أدنى مستويات له منذ مايو 2023. هذا الانخفاض الحاد في الأسعار جاء نتيجة لتطبيق الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على التجارة مع كندا والمكسيك، والتي شملت أيضًا واردات الطاقة، بما في ذلك النفط الخام.

زيادة حصص الإنتاج

وقد تزامن هذا الهبوط مع الإعلان عن قرار كبار منتجي النفط، وعلى رأسهم الدول الأعضاء في منظمة “أوبك+”، بزيادة حصص الإنتاج لأول مرة منذ عام 2022، وهو ما ساهم بشكل مباشر في الضغط على أسعار النفط. مع ذلك، بدأ الانخفاض في الأسعار يتقلص بشكل تدريجي بعد أن أعلنت الحكومة الأمريكية عن استثناء شركات تصنيع السيارات من الرسوم الجمركية البالغة 25% على واردات السيارات، وهو ما ساهم في تعزيز التفاؤل في السوق بأن هناك احتمالًا لتخفيف تأثير النزاع التجاري على القطاعات المختلفة.

وفي تطور آخر، أفاد مصدر مطلع أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد يتخذ قرارًا بإلغاء الرسوم الجمركية البالغة 10% على واردات الطاقة من كندا، بما في ذلك النفط الخام والبنزين. هذه الخطوة من المتوقع أن تساهم في تحسين العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وكندا، وربما تؤدي إلى تهدئة بعض الضغوط على أسعار النفط.

ورغم هذه العوامل التي قد تسهم في تعديل مسار الأسعار، إلا أن المعنويات العامة في السوق ظلت تميل نحو الاتجاه الهبوطي بسبب التأثير المزدوج للرسوم الجمركية وقرار “أوبك+” بزيادة الإنتاج.