انخفضت أسعار النفط بأكثر من 3% خلال تداولات الجمعة، متأثرة بتصاعد التوتر التجاري بين الولايات المتحدة والصين بعد تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة كبيرة على الواردات الصينية.

وجاء الهبوط في ظل مخاوف من تراجع الطلب العالمي على النفط في سوق تعاني بالفعل من تخمة في المعروض.
برنت وغرب تكساس يسجلان أدنى مستوى منذ مايو
تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 2.49 دولار، أي بنسبة 3.82%، لتستقر عند 62.73 دولارًا للبرميل عند التسوية.
كما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 2.61 دولار، أو 4.24%، ليغلق عند 58.90 دولارًا للبرميل، وهو أدنى مستوى لهما منذ أوائل مايو الماضي.
وقال جيوفاني ستونوفو، المحلل في بنك “يو.بي.إس”، إن “سبب عمليات البيع هو التحول نحو الأصول الآمنة بعد تهديد ترامب بفرض رسوم جديدة على الصين”.
اقرأ ايضًا
ترامب يفرض رسومًا جمركية جديدة بنسبة 100% على الصين اعتبارًا من نوفمبر
ترامب يلغي لقاء شي جين بينغ
وأعلن ترامب أنه قد يفرض “زيادة هائلة” في الرسوم الجمركية على الصين، مشيرًا في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن بكين “تسعى للهيمنة على الاقتصاد العالمي”، بعد أن فرضت قيودًا صارمة على تصدير المعادن الأرضية النادرة، التي تُعد أساسية لصناعة التكنولوجيا المتقدمة.
وكان من المقرر أن يلتقي ترامب بالرئيس الصيني شي جين بينغ خلال ثلاثة أسابيع في كوريا الجنوبية، غير أن الرئيس الأمريكي أعلن إلغاء اللقاء، ما زاد من حالة القلق في الأسواق.
وقال أندرو ليبو، رئيس شركة “ليبو أويل أسوشيتس”، إن “الانخفاض الحاد في الأسعار هو نتيجة تراكم عدة عوامل، آخرها تهديد ترامب بزيادة الرسوم الجمركية على الصين”.
اتفاق غزة يخفف من مخاوف الأسواق الجيوسياسية
كما ساهم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، في إطار المرحلة الأولى من مبادرة سلام أمريكية لإنهاء الحرب في غزة، في تهدئة المخاوف من اضطرابات الإمدادات النفطية في الشرق الأوسط.
وبموجب الاتفاق، ستتوقف العمليات القتالية وتبدأ إسرائيل انسحابًا جزئيًا من القطاع، مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن لدى حماس مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين.
عوامل أخرى تضغط على الأسعار
من جانب آخر، أدت زيادة إنتاج تحالف أوبك+ لشهر نوفمبر بنسبة أقل من التوقعات إلى تخفيف بعض المخاوف من تخمة المعروض، بينما ساهم الجمود في مفاوضات السلام بأوكرانيا في إبقاء العقوبات المفروضة على روسيا، ثاني أكبر مصدر للنفط في العالم.
ويخشى المستثمرون أيضًا أن يؤدي احتمال إغلاق الحكومة الأمريكية لفترة طويلة إلى إضعاف الاقتصاد المحلي، ما سينعكس سلبًا على الطلب على النفط.