شهدت أفلام رعب 2025 منذ بداية العام منافسة شرسة، ورغم أن أفلام الرعب ليست من النوع الذي يجذب جميع الفئات، إلا أن لها قاعدة جماهيرية وفية لا تتخلى عنها، بل تترقب جديدها بشغف دائم، هذا النوع من السينما لا يكتفي بتقديم لحظات الخوف والتشويق، بل يمنح جمهوره تجارب حسية وعاطفية مكثفة، تتراوح بين الرهبة والإثارة، وتفتح أبواباً نحو عوالم غير مألوفة، سواء كانت من نسج الخيال أو مستوحاة من الواقع.
أبرز أفلام رعب 2025
في النصف الأول من عام 2025، شهدت دور العرض مجموعة من أبرز أفلام رعب 2025 التي تميزت بتنوع موضوعاتها وعمق معالجتها، لتقدم للمشاهدين جرعة مركزة من الرعب الذي يتجاوز المتعة المؤقتة، ويطرح تساؤلات عن النفس البشرية، السلطة، والألم الإنساني.
“سينرز”.. مصاصو الدماء كرمز للعنصرية
يأتي فيلم “سينرز” (Sinners) من إخراج ريان كوجلر، ليقدم تجربة فريدة تمزج بين الرعب والدراما التاريخية. تدور أحداث الفيلم حول شقيقين من أصول أفريقية يسعيان لتحقيق حلم الحرية عبر افتتاح ملهى موسيقي يقدم “البلوز”، الموسيقى التي حملها أجدادهما من أفريقيا في زمن العبودية.

الفيلم يمكن تأويله كحكاية عن مصاصي دماء، أو كاستعارة ذكية للعنصرية الممنهجة، حيث يُصوَّر البيض كمصاصي دماء ينهبون حياة ذوي البشرة الملونة. الفيلم من بطولة مايكل بي جوردان، الذي يجسد دور الشقيقين سموك وستاك، وحقق نجاحاً لافتاً في شباك التذاكر، حيث تضاعفت إيراداته مقارنة بميزانيته، واحتل المرتبة الخامسة ضمن قائمة الأعلى دخلاً لعام 2025.
“القرد”.. لعنة تغلفها الكوميديا السوداء
يعود الكاتب الأسطوري ستيفن كينغ إلى الشاشة من جديد عبر فيلم “القرد” (The Monkey)، المقتبس من إحدى قصصه القصيرة، ومن إخراج أوز بيركنز، المعروف بفيلمه “سيقان طويلة”. يقدم الفيلم مزيجاً متوازناً من الرعب والكوميديا السوداء، حيث تدور قصته حول دمية قرد ملعونة تنشر الموت بطريقة غامضة.
رغم الطابع الدموي للفيلم، فإن لمسة فكاهية خفيفة ترافق المشاهد المرعبة، ما يمنحه طابعاً خاصاً. وقد حقق “القرد” مفاجأة كبيرة على مستوى الإيرادات، إذ تجاوزت مداخيله ستة أضعاف ميزانيته.
“المرأة في الفناء”.. رعب نابع من داخل النفس
أما فيلم “المرأة في الفناء” (The Woman in the Yard)، فيبتعد عن الرعب الخارق ليتناول أشكالاً أكثر واقعية من الخوف، مثل الاكتئاب وضغوط الأمومة. تدور الأحداث حول رامونا، التي تعيش مع طفليها في منطقة نائية بعد وفاة زوجها، لتبدأ حياتها بالانهيار عند ظهور امرأة غريبة في فناء منزلها، تشكل تهديداً غامضاً للعائلة.

الفيلم بطولة دانييل ديدويلر، ويقدم سرداً نفسياً مشوقاً يمزج بين الرعب والإسقاطات الاجتماعية. وقد لاقى استحسان الجمهور وحقق إيرادات تضاعفت مقارنة بتكاليف إنتاجه.
“موت وحيد القرن”.. خيال ينقلب إلى مجزرة
فيلم “موت وحيد القرن” (Death Of A Unicorn) ينطلق من فكرة خيالية بسيطة، حيث يصطدم أب وابنته بمخلوق “يونيكورن” أثناء رحلة إلى قصر ناءٍ، لتتوالى الأحداث التي تكشف عن قوى خارقة لهذا الكائن، وتتحول القصة من فانتازيا إلى رعب دموي.
بطولة جينا أورتيغا وبول رود، جمع الفيلم بين الرعب والفكاهة، وحقق حضوراً قوياً في المهرجانات السينمائية، منها مهرجان ساوث باي ساوث ويست، قبل انطلاق عرضه التجاري.
“حتى الفجر”.. لعنة لا تنتهي
وفي واحدة من أكثر التجارب الفلسفية في الرعب، ومن أبرز أفلام رعب 2025، ويأتي فيلم “حتى الفجر” (Until Dawn)، المستوحى من لعبة إلكترونية قائمة على أسطورة “سيزيف” الإغريقية، حيث يعيش أبطال الفيلم يوماً يتكرر بلا نهاية، ويموتون كل ليلة قبل بزوغ الفجر.
يستمد الفيلم عناصره أيضاً من أسطورة “وينديجو” الخاصة بالسكان الأصليين، ليجمع بين الرعب النفسي والتراث الشعبي بطريقة مبتكرة. وقد حقق إيرادات مضاعفة خلال أسبوعين فقط من عرضه، ما يعكس الإقبال الجماهيري عليه.
أفلام الرعب كمرآة للواقع واللاوعي
تعكس أفلام رعب 2025 تنوعاً واضحاً في الطرح والمعالجة، إذ لم يعد الرعب يقتصر على الوحوش والأشباح، بل أصبح أداة لسبر أغوار النفس البشرية، ومواجهة المجتمعات بمخاوفها الحقيقية والمكبوتة. ومع استمرار هذه الموجة من الإنتاجات الجريئة، يبدو أن عام 2025 سيكون علامة فارقة في مسار سينما الرعب.
اقرأ أيضًا:
مسلسل Peaky Blinders.. ملحمة الجريمة البريطانية التي غزت العالم تعود بجزء جديد