أعلنت السلطات الأوكرانية، الأحد، أن روسيا شنت أكبر هجوم جوي ليلي منذ بداية غزوها البلاد في فبراير 2022، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص بينهم رضيع، وإصابة 18 آخرين، فضلاً عن اندلاع حرائق هائلة في عدة مبانٍ سكنية، واحتراق المقر الرئيسي للحكومة الأوكرانية في العاصمة كييف.
هجوم جوي يستهدف مقر الحكومة الأوكرانية
وقالت رئيسة الوزراء الأوكرانية يوليا سفيريدينكو، عبر تطبيق “تيليغرام”: “لأول مرة يتضرر مبنى الحكومة جراء غارة للعدو – سقفه وطوابقه العليا… فرق الإنقاذ تعمل على إخماد الحريق”.

شهود عيان من وكالة رويترز أكدوا أن الطابق العلوي من مقر الحكومة الواقع في حي بيتشيرسكي التاريخي كان يشتعل بالكامل بينما تصاعدت أعمدة الدخان الكثيف في سماء كييف مع شروق الشمس.
أرقام قياسية للهجوم الروسي
بحسب القوات الجوية الأوكرانية، أطلقت روسيا خلال الهجوم:
805 طائرات مسيرة.
13 صاروخًا.
وتمكنت الدفاعات الأوكرانية من إسقاط 751 طائرة مسيرة و4 صواريخ، وهو أكبر عدد من المسيّرات يُستخدم في هجوم واحد منذ اندلاع الحرب.
ضحايا بين المدنيين وحرائق في كييف
قال تيمور تكاتشينكو، رئيس الإدارة العسكرية للعاصمة، إن فرق الإنقاذ انتشلت جثة رضيع من تحت أنقاض مبنى سكني مكون من 4 طوابق في حي دارنيتسكي شرقي نهر دنيبرو.
وأضاف أن شابة أخرى لقيت حتفها في الحي ذاته، فيما أعلن رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو وفاة امرأة مسنّة داخل ملجأ للقنابل.
الهجوم أسفر أيضًا عن:
إصابة 18 شخصًا، بينهم امرأة حامل.
اندلاع حرائق في مبانٍ سكنية بارتفاعات مختلفة، من بينها مبنى من 16 طابقًا واثنان من 9 طوابق في أحياء مختلفة من العاصمة.
تدمير جزئي لعدة طوابق في مبنى سكني من 9 طوابق بحي سفياتوشينسكي غربي كييف.
صور بثتها خدمات الطوارئ الأوكرانية على وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت مباني منهارة الواجهات، يتصاعد منها دخان كثيف.
اقرأ أيضًا:
اختراق إيراني محتمل يثير عاصفة في واشنطن.. السيناتور توم كوتون يوجه أصابع الاتهام للبنتاغون
استهداف مدن أخرى خارج العاصمة
الهجوم لم يقتصر على كييف، بل شمل عدة مدن أوكرانية:
كريمنتشوك (وسط البلاد): عشرات الانفجارات تسببت في انقطاع الكهرباء وتضرر جسر فوق نهر دنيبرو، وفق ما أعلنه رئيس البلدية فيتالي ماليتسكي.
كريفي ريه (وسط أوكرانيا): استهدفت الغارات وسائل النقل والبنية التحتية، حسبما أفاد رئيس الإدارة العسكرية أولكسندر فيلكول، من دون تسجيل إصابات.
أوديسا (جنوب البلاد): حرائق اندلعت في عدة مجمعات سكنية بعد استهداف البنية التحتية والأحياء المدنية، بحسب حاكم المنطقة أوليه كيبر.
ردود دولية وتحركات بولندية
ذكرت قيادة العمليات في القوات المسلحة البولندية أن طائرات مقاتلة بولندية وأخرى تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) حلّقت في الأجواء بالتزامن مع الهجمات، لضمان سلامة المجال الجوي، خصوصًا في المناطق الغربية لأوكرانيا القريبة من الحدود الأوروبية.
يمثل هذا الهجوم الروسي الأكبر من نوعه منذ بدء الحرب تصعيدًا خطيرًا يستهدف قلب العاصمة الأوكرانية ومقارها الحكومية، في خطوة اعتبرتها كييف “استهدافًا متعمّدًا للأهداف المدنية”.
وبينما تواصل فرق الإنقاذ انتشال الضحايا وإخماد الحرائق، يتزايد القلق الدولي من تداعيات هذا التصعيد على مسار الحرب واحتمالات اتساع نطاقها ليشمل دولًا أخرى.