كثير ما يروّج بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، لفكرة السلام في خطاباته السياسية، لكنه في الواقع يكرّس مشروعًا قائمًا على الاحتلال والتوسع والتهرب من الاستحقاقات الدولية. آخر تجليات هذه الأكذوبة تمثلت في رفضه حضور قمة شرم الشيخ التي دعت إليها مصر في أكتوبر 2025، رغم أنها جاءت في لحظة مصيرية لوقف العدوان على غزة وإحياء مسار التفاوض.
نتنياهو وأكذوبة السلام
وفي حين بررت الحكومة الإسرائيلية الغياب بتزامن القمة مع عطلة دينية، بدا هذا التبرير للكثيرين ذريعة مكشوفة للهروب من أي التزام سياسي حقيقي. غياب نتنياهو لم يكن قرارًا فرديًا، بل استمرارًا لنهج متعمّد من المراوغة السياسية ورفض المبادرات الإقليمية والدولية، بما في ذلك تلك التي تحظى بإجماع دولي واسع.

منذ توليه الحكم، اعتمد نتنياهو خطابًا متكررًا يتحدث فيه عن “السلام”، لكنه تجنب دومًا الحديث الجاد عن الحقوق الفلسطينية، وعلى رأسها إقامة دولة مستقلة على حدود 1967. وبدلًا من ذلك، دفع بفكرة ما يسمى “السلام الاقتصادي“، أي تحسين الظروف الحياتية للفلسطينيين مع إبقاء الاحتلال والسيطرة الكاملة على الأرض والمعابر والمياه والسيادة.
تهرب نتنياهو من قمة شرم الشيخ
هذا النوع من الخطاب هدفه احتواء الضغوط الدولية دون تقديم تنازلات حقيقية، وتزييف صورة إسرائيل أمام الرأي العام العالمي، خصوصًا في المؤتمرات الدولية، حيث يظهر نتنياهو كمن يسعى للسلام بينما يمارس حكومته عكس ذلك تمامًا على الأرض.
قمة شرم الشيخ لم تكن سوى محطة جديدة تكشف التناقض بين ما يعلنه نتنياهو وما ينفذه. ففي وقت شاركت فيه أكثر من عشرين دولة لبحث سبل إنهاء الحرب، اختارت إسرائيل الغياب، ما يشير بوضوح إلى غياب الإرادة السياسية لديها في السير نحو حل شامل.
ختامًا، فإن نتنياهو لا يرفض السلام فقط، بل يستخدمه كأداة دعائية، فيما يواصل دعم الاستيطان، وشن العمليات العسكرية، وفرض الحصار، والإفشال المتعمد لأي مبادرة دولية. أكذوبة “السلام الإسرائيلي” باتت مكشوفة، وموقف نتنياهو من قمة شرم الشيخ مجرد فصل جديد من فصول التضليل السياسي الذي يعرقل فرص السلام العادل والدائم في المنطقة.
اقرأ أيضا.. ترامب: «قد لا أدخل الجنة.. لكنني صنعت فرقًا مع الكثير»
اقرأ أيضا.. ترامب من الكنيست: «انتهت الحرب في غزة.. والشرق الأوسط يدخل عصراً ذهبياً»