أعلن عمدة برلين، كاي فاجنر، اليوم الثلاثاء، أن السياسات الأكثر تشددًا التي اعتمدتها ألمانيا مؤخرًا في مجال الهجرة بدأت تحقق نتائج ملموسة، مشيرًا إلى انخفاض كبير في أعداد اللاجئين الوافدين إلى العاصمة الألمانية، مقابل ارتفاع في أعداد المغادرين.

وأوضح فاجنر، المنتمي إلى حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الذي يتزعمه المستشار الألماني فريدريش ميرز، أن “عدد المغادرين من برلين بات الآن أعلى من عدد الوافدين، وهو تطور لم نشهده منذ سنوات”، لافتًا إلى توفر أكثر من 6 آلاف سرير شاغر حاليًا في مراكز إيواء اللاجئين داخل العاصمة.
اقرأ أيضًا
رئيس الأركان الإسرائيلي يقلّص القوات النظامية رغم دعوات احتلال غزة
تراجع الضغط على البنية التحتية وفرص أفضل للدمج
وأضاف فاجنر، في تصريحات نقلتها شبكة “دويتشه فيله” الألمانية، أن “الضغط الذي كانت تشهده برلين على مستوى البنية التحتية والاستيعاب بدأ يتراجع”، معربًا عن أمله في أن يؤدي هذا التحسن إلى تحقيق تقدم حقيقي في برامج الدمج الخاصة باللاجئين الذين حصلوا على تصاريح إقامة.
وقال إن الفائض في مراكز الإيواء يتيح للسلطات المحلية مزيدًا من الهامش لتنظيم وتخصيص الموارد، بما في ذلك تحسين الخدمات التعليمية والتدريب المهني للاجئين المستقرين.
أرقام النزوح تتراجع بشكل لافت منذ 2023
وبحسب البيانات الرسمية، فقد استقبلت برلين نحو 32 ألف لاجئ خلال عام 2023، من بينهم أكثر من 15 ألفاً من أوكرانيا وحدها. إلا أن عدد الوافدين الجدد في عام 2024 انخفض إلى ما يزيد قليلاً على 21 ألفاً، في حين تم تسجيل 6089 لاجئاً فقط في النصف الأول من عام 2025.
ويُعد هذا التراجع مؤشراً على فاعلية السياسات الاتحادية والمحلية في ضبط تدفقات الهجرة، سواء من خلال تشديد الرقابة على الحدود أو عبر إعادة النظر في شروط اللجوء واللجان المختصة.
تكاليف متزايدة رغم الانخفاض العددي
ورغم انخفاض أعداد اللاجئين الوافدين، أظهرت البيانات أن تكاليف إيواء ودعم اللاجئين تضاعفت تقريباً بين عامي 2022 و2025، لتصل إلى 2.24 مليار يورو (نحو 2.58 مليار دولار) في برلين وحدها.
ويُعزى هذا الارتفاع في الإنفاق إلى عوامل تشمل ارتفاع تكاليف المعيشة العامة، وتوسيع برامج الدعم والخدمات، فضلاً عن الاستثمار في تحسين البنية التحتية الخاصة بمراكز الإيواء والتعليم والرعاية الصحية.