قد تواجه المحامية الدولية أمل كلوني، زوجة النجم السينمائي جورج كلوني، حظرًا من دخول الولايات المتحدة في ظل عقوبات جديدة اقترحها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
ووفقًا لتقارير إعلامية، فقد حذرت وزارة الخارجية البريطانية عددًا من كبار المحامين البريطانيين، من بينهم أمل كلوني، البالغة من العمر 47 عامًا، من إمكانية تعرضهم لعقوبات أمريكية قد تشمل حظر السفر.
وذلك على خلفية تقديمهم استشارات قانونية للمحكمة الجنائية الدولية بشأن قضايا جرائم حرب مرفوعة ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت، بحسب ما أوردته صحيفة فاينانشال تايمز الأسبوع الماضي.
أمل كلوني في مرمى الحظر
وكان ترامب قد أصدر في فبراير الأمر التنفيذي رقم 14203، الذي يقضي بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، وخصّ بالذكر مسؤول المحكمة كريم خان، وهو بريطاني الجنسية، في إطار حملة لمكافحة ما وصفه بـ”التحامل” ضد المسيحيين، ورفضًا لما اعتبره اتهامات “باطلة وغير شرعية” بحق نتنياهو.
وتضمنت الإجراءات التي نص عليها الأمر التنفيذي فرض عقوبات مالية وقيودًا على السفر تستهدف مسؤولي المحكمة، وذلك ردًا على إصدارها مذكرة توقيف بحق نتنياهو في مايو/أيار 2024 على خلفية الحرب بين إسرائيل وحماس.
وفي حال توسيع نطاق هذه العقوبات، فقد تُدرج أمل كلوني ضمن قائمة المحظورين من دخول الولايات المتحدة، لاسيما أنها شغلت منصب مستشارة خاصة في التحقيق الذي قاده المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، والذي أفضى إلى السعي نحو استصدار مذكرات توقيف بحق قادة إسرائيليين وقادة في حركة حماس.
وقد تواصل موقع DailyMail.com مع ممثلي جورج وأمل كلوني للتعليق على هذه الأنباء، دون صدور رد رسمي حتى الآن.
قرارات الجنائية الدولية
تجدر الإشارة إلى أن المحكمة الجنائية الدولية، ومقرها لاهاي، تُعنى بالتحقيق في الجرائم الكبرى مثل جرائم الحرب والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، وملاحقة المسؤولين عنها قضائيًا.
وينص الأمر التنفيذي الصادر عن ترامب على أن “الولايات المتحدة ستفرض تدابير ملموسة وجدية على من يتحملون المسؤولية عن تجاوزات المحكمة الجنائية الدولية”.
وكان كريم خان قد طالب بإصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو، ما يعني أن رئيس الوزراء الإسرائيلي قد يواجه خطر الاعتقال في حال زار دولًا موقعة على نظام المحكمة مثل فرنسا أو المملكة المتحدة. كما أصدر خان أيضًا مذكرات اعتقال بحق عدد من كبار قادة حماس، الذين قُتل بعضهم لاحقًا.
من هي أمل كلوني؟
ولدت أمل كلوني في بيروت خلال فترة الحرب الأهلية اللبنانية، لوالدة صحفية بارزة. انتقلت في سن الثانية إلى المملكة المتحدة مع عائلتها هربًا من النزاع، وحصلت لاحقًا على الجنسية البريطانية.
وقد تولّت أمل قضايا حقوقية بارزة، من بينها تمثيل مؤسس ويكيليكس، جوليان أسانج، في معركته القانونية ضد تسليمه، كما فازت بجائزة Legal 500 لأفضل محامية دولية لعام 2024.
وتتمتع كلوني بأهلية ممارسة المحاماة في كل من الولايات المتحدة (نقابة نيويورك منذ 2002) وإنجلترا وويلز، وتُعرف بتخصصها في تمثيل ضحايا الجرائم الجماعية مثل الإبادة الجماعية والعنف الجنسي.
وقد لعبت دورًا محوريًا في أولى المحاكمات الدولية التي أُدين فيها عناصر من تنظيم داعش بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية.
وفي مايو 2024، واجهت أمل انتقادات من البعض لعدم استخدامها منصتها لتسليط الضوء على محنة الشعب الفلسطيني، إلا أنها ردّت على تلك الانتقادات ببيان رسمي أكدت فيه دورها في اللجنة القانونية التي أوصت بإصدار مذكرات توقيف ضد قادة من الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني.
وجاء في بيانها: “شاركت في هذه اللجنة لأنني أؤمن بسيادة القانون وضرورة حماية أرواح المدنيين. إن القوانين التي تحمي المدنيين في أوقات الحرب وُضعت منذ أكثر من قرن، وهي تنطبق على جميع الدول دون استثناء، بغض النظر عن طبيعة النزاع أو أسبابه”.
على منصات التواصل الاجتماعي، شبه أحد مستخدمي تطبيق “تيك توك” أمل كلوني بالفنان الفلسطيني الأمريكي دي جي خالد، الذي تعرض لانتقادات بسبب صمته حيال الصراع.
بينما أشار مستخدم آخر، يدعى “ميلينيال روكس”، إلى أن أمل تبدو مهتمة أكثر بحياتها في هوليوود من اهتمامها بما يحدث في غزة، منتقدًا ما اعتبره تناقضًا في مواقفها حيال قضايا دولية مثل الغزو الروسي لأوكرانيا، مقارنة بالموقف من فلسطين.