في مشهدٍ صامت تخلله صوت طفلة تنادي على العالم، وقف الحضور في مهرجان فينيسيا السينمائي، مذهولين بعد عرض فيلم “صوت هند رجب”، الذي وثّق اللحظات الأخيرة من حياة الطفلة الفلسطينية هند رجب، التي لم تتجاوز السادسة من عمرها، وقُتلت تحت أنقاض قصف الاحتلال الإسرائيلي على غزة.
الفيلم، الذي أثار تفاعلًا واسعًا ونقدًا إيجابيًا، لم يُنتَج بهدف الإبهار، بل ليكون شهادة حيّة على جرائم ترتكب بحق الطفولة، وصوتًا لا يمكن إسكاتُه رغم صمت الموت.

الأم: “الفيلم عزاء رمزي وجرح لا يلتئم”
عبّرت وسام حمادة، والدة الطفلة الشهيدة هند رجب، عن مشاعرها المتضاربة تجاه تحويل قصة ابنتها إلى عمل سينمائي، قائلة: “كان الخبر بمثابة عزاء رمزي لي، شعرت أن صوت هند رغم صمته الأبدي سيظل حاضرًا، يخترق حدود الزمان والمكان، وسيظل يحفر اسمها في ذاكرة الإنسانية.”
وأضافت الأم: “رغم متابعتي المستمرة مع المخرجة التونسية كوثر بن هنية، التي أظهرت تعاطفًا كبيرًا وحرصًا على كل التفاصيل، لم أستطع مشاهدة الفيلم، لم أتحمل سماع صوت ابنتي وهي تستغيث مجددًا.. هذا الألم لا يُطاق.”
فيلم لا يوثق المأساة فحسب.. بل يحملها
أشادت الأم بالمخرجة كوثر بن هنية، مؤكدة أن تواصلها الدائم معها لم يكن عملًا فنيًا فقط، بل احتضانًا للألم الفلسطيني، مضيفة: “كوثر لم تصنع فيلمًا، بل حملت الوجع معي، شعرت أنها تؤدي رسالة إنسانية سامية.”
ردود فعل عالمية.. و”براد بيت” يدعم الفيلم
حظي الفيلم بتفاعل واسع خلال عرضه في فينيسيا، خاصة بعد أن أعلن النجم العالمي، براد بيت، دعمه للفيلم وهو ما ترك أثرًا كبيرًا في قلب الأم، التي علقت بالقول: “شعرت أن صوت هند وصل للعالم، الفيلم لامس الضمير الإنساني، وأتمنى أن يسهم في تحريكه، كل ما نطلبه هو حياة كريمة وسلام لأطفال فلسطين.”
اقرأ ايضًا:
جودي كومر وهاري ميلينج يجتمعان في قصة حب موسيقية غريبة في فيلم “Stuffed”
وجع لا يُنسى.. وذاكرة لا تموت
تصف الأم مشاعرها قائلة: “كل كلمة نطقتها، هند لا تفارق ذاكرتي، أن تسمع ابنتك تستنجد وأنت عاجز عن مساعدتها، هذا كسر لا يجبره الزمن.”
وأكدت أن عائلتها شاهدت الفيلم وتأثرت بشدة، لدرجة أن الجراح التي بدأت تلتئم عادت لتنفتح من جديد.
رسالة أم فلسطينية: “هند ليست الوحيدة”
اختتمت وسام حمادة حديثها برسالة إلى العالم، قالت فيها: “هند لم تكن القصة الوحيدة، بل واحدة من 17 ألف قصة شهيد في غزة، قصص كثيرة لم تصل أصوات أصحابها، لكن هند استشهدت على مرأى ومسمع من الجميع، ولذلك وصلت حكايتها.”
وتابعت: “هند كانت ضياء البيت وروحه، بفقدانها فقدنا الحياة نفسها، رسالتي للعالم: لا نريد المزيد من القصص المشابهة، دعوا أطفالنا يحلمون ويعيشون بسلام.”