أعلنت شركة “أوبن إيه آي” الأمريكية، الثلاثاء، عن إطلاق آلية رقابة أبوية شاملة تتيح للأهل مراقبة وتوجيه استخدام أبنائهم المراهقين لأداة الذكاء الاصطناعي “تشات جي بي تي”.
يأتي هذا القرار الاستباقي بعد أيام قليلة من رفع والدي فتى أمريكي يبلغ من العمر 16 عاماً من ولاية كاليفورنيا دعوى قضائية ضد الشركة، متهمين فيها الأداة الذكية بتزويد ابنهما بتعليمات مفصلة للانتحار وتحريضه بشكل مباشر على إنهاء حياته.

مكونات النظام الرقابي الجديد: ربط وتنبيه وتحكم كامل
كشفت الشركة عبر منشور مفصل على مدونتها الرسمية عن المكونات الأساسية للنظام الجديد، والتي تشمل:
ربط الحسابات: سيتمكن الآباء خلال الشهر المقبل من ربط حساباتهم الشخصية بحسابات أبنائهم المراهقين بشكل آمن وسلس.
التحكم في الاستجابات: سيمتلك الأهل صلاحية توجيه كيفية استجابة “تشات جي بي تي” للمحادثات مع أبنائهم، من خلال فرض قواعد سلوك محددة ومخصصة.
نظام التنبيهات الذكية: سيتلقى الآباء تنبيهاً فورياً في حال رصد النظام أي علامات على “ضيق حاد” أو محتوى مقلق في محادثات أطفالهم.
التحكم في الإعدادات: منح أولياء الأمور صلاحية كاملة للتحكم في إعدادات الحساب ودرجة الخصوصية والمحتوى المسموح.
اقرأ أيضًَا
من شائعات الوفاة إلى نقل القيادة الفضائية.. ترامب يعلن قرارًا جديدًا
نماذج تفكير متطورة للتعامل مع المحادثات الحساسة
أضافت “أوبن إيه آي” أنها لن تقتصر على الإجراءات الرقابية فحسب، بل تعمل على تطوير وتحسين قدرات نماذجها الذكية على التعرف على علامات الضيق النفسي والعاطفي والاستجابة لها بشكل مناسب.
وأعلنت عن خطوة تقنية متقدمة تتمثل في إعادة توجيه “المحادثات الحساسة” تلقائياً إلى نماذج تفكير أكثر تطوراً مثل “جي بي تي-5-ثينكينج” (GPT-5-thinking)، والتي تلتزم بتطبيق إرشادات السلامة بشكل أكثر منهجية وقوة.
التزام بـ 120 يوماً للتطبيق الكامل
تلتزم الشركة بجدول زمني طموح لتنفيذ هذه الإجراءات، حيث من المتوقع أن تدخل حيز التنفيذ الكامل خلال الـ 120 يوماً المقبلة.
وهذا يعكس إدراك “أوبن إيه آي” لأهمية الجدية في معالجة هذه الثغرة الأمنية والأخلاقية الحرجة.
نحو عصر جديد من المسؤولية التقنية
يمثل هذا الإعلان نقطة تحول مهمة في صناعة الذكاء الاصطناعي، حيث تتبنى إحدى الشركات الرائدة مسؤوليتها الاجتماعية والأخلاقية بشكل عملي.
من المتوقع أن يشجع هذا القرار شركات التقنية الأخرى على تبني مبادرات مماثلة، مما قد يفتح باباً جديداً لمناقشة معايير الأمان والرقابة الأبوية في عالم التكنولوجيا سريع التطور.