في تصعيد اقتصادي خطير، أعلن الاتحاد الأوروبي استعداده لفرض رسوم جمركية “مضادة” على منتجات أمريكية حساسة، ردا على رسوم ترامب بعد قرار الرئيس ترامب بفرض رسوم بنسبة 25% على السيارات الأوروبية، بينما تتحرك “فيراري” لامتصاص الصدمة برفع أسعار بعض طرازاتها الفاخرة، في مشهد يعكس تداعيات حرب تجارية قد تهز الأسواق العالمية.
الاتحاد الأوروبي يرد على رسوم ترامب
كشفت المفوضية الأوروبية عن حزمة إجراءات لمواجهة الرسوم الأمريكية، مع التركيز على تحقيق “أقصى تأثير” على الاقتصاد الأمريكي، مع تقليل الضرر على الصناعات الأوروبية. وأكد متحدث رسمي أن الاتحاد الأوروبي سيُفرض رسوما مماثلة على منتجات تكنولوجية وزراعية أمريكية، مشددا أن “التفاوض يبقى الخيار المفضل”.

وفي تصعيد للخطاب، هاجم بيرند لانج، رئيس لجنة التجارة بالبرلمان الأوروبي، سياسة ترامب، داعيا إلى استهداف شركات مثل جوجل وأمازون ونتفليكس، قائلا:
“إذا هاجمت أمريكا صناعتنا، فسنضرب مصالحها الاقتصادية الأكثر حساسية.. الشركات الرقمية الأمريكية تستغل السوق الأوروبي بعملاء يفوقون عدد سكان الولايات المتحدة!”
فيراري ترفع الأسعار.. وتحمي عملاءها “بمناورة ذكية”
في القطاع الفاخر، أعلنت فيراري الإيطالية زيادة أسعار بعض سياراتها بنسبة تصل إلى 10%، كرد فعل على رسوم ترامب، مع إبقاء شروط الطلبات المقدمة قبل 2 أبريل/نيسان دون تغيير. ووفقا لوثائق داخلية، ستتحمل الشركة تكاليف الرسوم كاملة على طرازات مثل 296 وSF90، بينما ستوزع العبء على العملاء في طرازات أخرى مثل بوروسانغوي.
رغم ذلك، حذرت الشركة من انخفاض محتمل في هوامش أرباحها بنحو 50 نقطة أساس، لكن الأسهم قفزت 1% بعد الإعلان، مدعومة بسجل طلبات قياسي يغطي عام 2026، خاصة بعد الإقبال الكبير على طراز 12 سيليندري.

أرقام تكشف تحولا استراتيجيا: 40% من مشتري فيراري “تحت الأربعين”
كشف بينيديتو فيجنا، الرئيس التنفيذي لـ فيراري، عن تحول لافت في شريحة عملاء العلامة الفاخرة، حيث أصبح 40% من مشتريها الجدد دون سن الأربعين، مقارنة بـ 30% قبل عامين فقط. وأرجع فيجنا هذا النجاح إلى “استراتيجية تجذب الأجيال الشابة”، مع الحفاظ على سياسة الإنتاج المحدود التي أرساها مؤسس الشركة، إنزو فيراري: “فترة الانتظار التي تتجاوز العامين جزء من سحر فيراري.. بعض العملاء يطلبون تسريع الإنتاج، لكننا نرفض!”
ترامب يضرب السيارات الأوروبية
يأتي التصعيد الأوروبي ردًا على قرار ترامب المفاجئ بفرض رسوم 25% على السيارات المستوردة من الاتحاد الأوروبي، بدءًا من 2 أبريل 2025، ضمن سعيه لتعزيز الصناعة المحلية. لكن القرار أثار مخاوف من حرب تجارية شاملة، قد تدفع الأسواق العالمية إلى دوامة ركود.
بينما تتصاعد التهديدات من الجانبين، يبدو أن العالم على شفا موجة جديدة من الحمائية التجارية، حيث تتحول السيارات الفاخرة وبيانات التكنولوجيا إلى أسلحة في معركة اقتصادية قد تُعيد رسم خريطة التحالفات العالمية.
اقرأ أيضًا:
تسلا في السعودية.. هل تنجح في المنافسة بأكبر اقتصاديات الخليج؟