موجة حر.. تشهد القارة الأوروبية موجة حر غير مسبوقة أدت إلى مصرع ثمانية أشخاص على الأقل في ثلاث دول رئيسية، إضافة إلى اندلاع حرائق غابات، وتفعيل تحذيرات طبية ومناخية في عشرات المدن، وسط توقعات باستمرار الأجواء القاسية لعدة أيام.

إسبانيا: وفيات وحرائق في كاتالونيا والجنوب بسبب موجة حر
أعلنت السلطات الإسبانية عن أربع حالات وفاة مرتبطة بموجة الحر، بينها اثنان قضيا في حرائق اجتاحت كاتالونيا، وحالتان أخريان بسبب ارتفاع درجات الحرارة في إكستريمادورا وقرطبة. كما تم تفعيل تحذيرات الطقس الحمراء في مناطق واسعة من البلاد.
اقرأ أيضًا
الدنمارك تقرّ التجنيد الإجباري للنساء اعتباراً من يوليو 2025
فرنسا: إصابات جماعية وإغلاق برج إيفل
سجّلت فرنسا حالتين إضافيتين للوفاة وأكثر من 300 حالة نقل إلى المستشفيات بسبب الإجهاد الحراري.
وأبقت هيئة الأرصاد الوطنية أربعة أقاليم تحت الإنذار الأحمر، بعدما تخطّت درجات الحرارة 40 درجة مئوية في الجنوب و38 درجة في باريس. وأعلنت بلدية باريس عن إغلاق برج إيفل حتى الخميس حفاظًا على سلامة الزوار.
إيطاليا: انقطاع كهرباء ووفاة مسنّين على الشواطئ
في إيطاليا، توفي رجلان مسنّان على شواطئ سردينيا نتيجة ضربة شمس، بينما تم تسجيل تحذيرات من ارتفاع درجات الحرارة في 17 مدينة، بالتزامن مع انقطاعات كهربائية متكررة نتيجة الضغط على شبكة الكهرباء من استخدام مكيفات الهواء.
كما دعت وزارة العمل الاتحادية إلى اجتماع طارئ مع النقابات لوضع بروتوكول يحمي العمال الميدانيين، خاصة في قطاعات الزراعة والبناء، بعد وفاة عامل بناء في بولونيا هذا الأسبوع.
ألمانيا: أقصى درجات الحرارة في 2025
تستعد ألمانيا، كبرى دول الاتحاد الأوروبي سكانًا، لموجة حر قد تكون الأشد هذا العام، حيث من المتوقع أن تصل درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية في بعض المدن مثل مانهايم، بينما تسجل برلين نحو 38 درجة مئوية، وفقًا لهيئة الأرصاد الوطنية.
بلجيكا وسويسرا: إغلاق معالم ومفاعلات نووية
تجاوزت درجات الحرارة في بلجيكا 35 درجة مئوية، ما أدى إلى إغلاق “أتوميوم” الشهير في بروكسل بعد ظهر الأربعاء.
وفي سويسرا، تم إغلاق أحد مفاعلي محطة بيزناو النووية للحد من سخونة نهر آري، حفاظًا على النظام البيئي المتأثر بشدة بالمناخ الحار، بحسب شركة “أكسبو” المشغّلة.
تركيا: السيطرة على الحرائق مستمرة
أعلنت السلطات التركية أنها تمكنت من احتواء معظم حرائق الغابات التي أجبرت آلاف السكان على الإجلاء في وقت سابق من هذا الأسبوع، إلا أن التحذيرات المناخية لا تزال قائمة مع استمرار موجة الحر.
تحذيرات صحية وأزمات بنية تحتية
حذّرت سلطات الصحة العامة في معظم الدول الأوروبية من أن الأيام القادمة ستكون حرجة للغاية، خصوصًا لكبار السن والمصابين بأمراض مزمنة، مع توقعات بحدوث عواصف شديدة وانهيارات أرضية، مثل تلك التي تسببت في تعطيل السكك الحديدية بين باريس وميلانو.
أزمة مناخية متفاقمة
تأتي هذه الموجة الحارة في إطار ظواهر مناخية متطرفة متكررة تضرب أوروبا بوتيرة متصاعدة في السنوات الأخيرة، ما يعيد تسليط الضوء على أزمة التغير المناخي وتداعياتها على الصحة العامة والبنية التحتية والطاقة.