أوكرانيا..نبّهت وزارة الخارجية الأوكرانية، اليوم الأربعاء، أن أي إرجاء أو تأخير في تزويدها بالأسلحة من قبل الولايات المتحدة سيُفسَّر من جانب روسيا على أنه تشجيع لاستمرار الحرب، وذلك بعد استدعاء القائم بالأعمال الأمريكي في كييف، في أعقاب إعلان واشنطن تعليق شحنات عسكرية مقررة.
وجاء في بيان الخارجية الأوكرانية: “أي تأخير أو إرجاء في دعم القدرات الدفاعية الأوكرانية لن يؤدي سوى إلى تشجيع المعتدي على متابعة الحرب وممارسة الترهيب، بدلاً من التوجه نحو مسار السلام”.

الكرملين يرحّب بقرار واشنطن ويعتبره “تقريباً لنهاية النزاع”
في أول تعليق رسمي من موسكو، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن خفض أو تعليق المساعدات العسكرية الغربية، لا سيما الأميركية، “يقرب من نهاية النزاع في أوكرانيا”، دون أن يُقدّم تفاصيل إضافية حول انعكاسات القرار على الميدان.
البيت الأبيض: تعليق مؤقت لشحنات أسلحة “محددة”
وكان البيت الأبيض قد أعلن، يوم الثلاثاء، عن قرار تعليق تسليم شحنات معينة من الأسلحة لأوكرانيا، تشمل أنظمة دفاع جوي وذخائر نوعية، كان من المفترض أن تحصل عليها كييف ضمن حزم الدعم السابقة التي أقرتها الإدارة الأمريكية السابقة.
وأكد مسؤولون أمريكيون أن التعليق مؤقت، ويأتي في إطار مراجعة الأولويات الاستراتيجية والاحتياجات الدفاعية، لكنه تزامن مع تزايد الضغوط الداخلية والدولية على إدارة ترمب، في ظل استمرار التصعيد الروسي.
اقرأ أيضًا
البرلمان الإيراني يقر قانونًا لوقف التعاون مع “الطاقة الذرية” ردًا على هجمات أمريكية وإسرائيلية
الهجمات الروسية تشتد.. والميدان بحاجة للأسلحة
في ظل هذا التطور، أعربت كييف عن قلقها من تداعيات القرار الأمريكي على صمودها في الميدان، لا سيما في ظل تصعيد روسي لافت خلال الأسابيع الأخيرة، استخدمت فيه موسكو صواريخ وطائرات مسيّرة في هجمات تُعد من الأكبر منذ بدء الحرب قبل ثلاث سنوات.
وقال مصدر عسكري أوكراني، في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية: “الوضع سيكون أكثر صعوبة في حال استمرار تعليق الدعم الأمريكي.. نعتمد حالياً بشكل كبير على الأسلحة الأمريكية، ومع أن أوروبا تبذل جهوداً كبيرة، فإن المواجهة ستكون أصعب دون الذخائر الأمريكية”.
أزمة دعم متجددة.. وتخوفات من تحوّل في الموقف الأمريكي
يرى مراقبون أن تعليق بعض شحنات الدعم العسكري الأمريكي يعكس تحولاً في المزاج السياسي داخل واشنطن، خصوصاً في ظل الانقسام بين الجمهوريين والديمقراطيين بشأن تمويل الحرب في أوكرانيا.
وتأتي هذه التطورات في وقت تواجه فيه الإدارة الأمريكية ضغوطاً داخلية لإعادة تقييم أولويات الإنفاق العسكري، بالتزامن مع تطورات دولية أخرى، أبرزها التصعيد في الشرق الأوسط وتصاعد التوتر مع الصين.