- اعترفت أوكرانيا، وللمرة الأولى، بتوغل القوات الروسية داخل منطقة دنيبروبيتروفسك الواقعة في وسط البلاد، وهي منطقة كانت حتى وقت قريب بعيدة نسبياً عن خطوط المعارك الأكثر عنفاً. ويأتي هذا التطور ليشكل منعطفاً جديداً في الحرب المستمرة منذ فبراير 2022، وسط استمرار المعارك الدامية شرقاً وجنوباً.
اعتراف رسمي من أوكرانيا
أكد فيكتور بريغوبوف، الناطق باسم “مجموعة قوات دنيبرو العملياتية الاستراتيجية” التابعة للجيش الأوكراني، في تصريح لوكالة فرانس برس: “نعم، لقد دخلوا، والقتال متواصل”.

ورغم هذا الاعتراف، نفى الجيش الأوكراني ما أعلنته موسكو حول السيطرة الكاملة على قريتي زابوريزكه ونوفوجورجييفكا، مؤكداً أن المعارك لا تزال محتدمة في تلك النقاط.
الموقف الروسي وتطورات المعارك
كانت روسيا قد أعلنت في يوليو الماضي أن قواتها أحرزت تقدماً في المنطقة، دون أن تعلن رسمياً السيطرة عليها في حينه. إلا أن وزارة الدفاع الروسية عادت وأكدت لاحقاً الاستيلاء على عدد من البلدات.
وبحسب مرصد “ديب ستيت” القريب من الجيش الأوكراني، فإن القوات الروسية “تحتل حالياً أجزاء من تلك المناطق، وتقوم بحشد قوات المشاة لتعزيز مواقعها والاستعداد لمزيد من التقدم”.
تشير التقارير الميدانية إلى أن القوات الروسية تحقق تقدماً بطيئاً ومكلفاً للسيطرة على مناطق مدمرة إلى حد كبير في شرق وجنوب أوكرانيا. وغالباً ما تكون تلك البلدات شبه مهجورة، بعدما نزح معظم سكانها هرباً من القصف المستمر.

الأهمية الاستراتيجية لمنطقة دنيبروبيتروفسك
تكتسب دنيبروبيتروفسك أهمية خاصة كونها تقع في وسط أوكرانيا، ما يجعلها نقطة استراتيجية لأي محاولة روسية للتوسع خارج المناطق الخمس التي أعلنت موسكو ضمها سابقاً، وهي:
دونيتسك
لوغانسك
خيرسون
زابوريجيا
شبه جزيرة القرم
وبذلك يشكل هذا التوغل أول اختراق روسي معلن في منطقة لا تقع ضمن الأراضي التي تعتبرها موسكو “ملحقة” بالاتحاد الروسي.
اقرأ أيصًا:
الإمارات تنجح في إنجاز عملية تبادل أسرى جديدة بين روسيا وأوكرانيا
انعكاسات على مفاوضات السلام
يأتي هذا الاعتراف الأوكراني في وقت تشهد فيه الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق سلام محتمل تعثراً متزايداً، في ظل استمرار تبادل الضربات والتصعيد العسكري على عدة جبهات.
ويرى مراقبون أن اعتراف كييف الأخير قد يزيد الضغوط السياسية والعسكرية على الحكومة الأوكرانية، كما قد يمنح موسكو ورقة إضافية في أي مفاوضات مستقبلية.