أوضح مسؤولون أمريكيون ومصادر مطلعة، اليوم الثلاثاء، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لم تدرس بشكل جدي خيار تنفيذ عمليات إسقاط جوي للمساعدات الغذائية على قطاع غزة، على الرغم من تصاعد التحذيرات من مجاعة واسعة النطاق نتيجة الحرب المستمرة منذ نحو عامين في القطاع.

إسقاط جوي “غير واقعي”
ونقلت وكالة “رويترز” عن مصادر مطلعة أن إدارة ترامب اعتبرت هذا الخيار “غير واقعي”، في ظل الكثافة السكانية الكبيرة لغزة، والتي تضم حوالي 2.1 مليون نسمة، وصعوبة تلبية احتياجات السكان من خلال الإسقاط الجوي وحده.
وقال أحد المسؤولين الأمريكيين، طالبًا عدم الكشف عن اسمه: “لم يكن خيار الإسقاط الجوي مطروحًا ضمن مناقشات إدارة ترامب بشكل جدي”، فيما أشار مصدر دبلوماسي آخر إلى غياب أي اهتمام أمريكي فعلي بالمشاركة في جهود الإسقاط الجوي.
مقارنة مع إدارة بايدن
ويأتي هذا الموقف مغايرًا لما اتبعته إدارة الرئيس السابق جو بايدن، حيث نفذ الجيش الأمريكي عدة عمليات إسقاط جوي للمساعدات الإنسانية على غزة، شملت أكثر من 1,220 طنًا من المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية.
كما أن إدارة بايدن أطلقت مشروع إنشاء رصيف بحري مؤقت قبالة شواطئ غزة لتسهيل دخول المساعدات، وهو مشروع تطلب مشاركة نحو ألف جندي أمريكي وكلف نحو 230 مليون دولار، لكنه لم يعمل إلا لنحو 20 يومًا فقط بسبب عوامل جوية وصعوبات توزيع داخلية.
موقف إدارة ترامب: “حلول مبتكرة” دون تنفيذ عملي
ورغم الانتقادات، قال مسؤول في البيت الأبيض تعليقًا على موقف إدارة ترامب: “الرئيس ترامب منفتح على حلول مبتكرة لمساعدة الفلسطينيين في غزة”، مضيفًا أن الولايات المتحدة مستعدة لدعم أي جهد فعال لإيصال الغذاء إلى المحتاجين بشرط ألا تصل المساعدات إلى أيدي حماس.
في الوقت نفسه، أكد ترامب دعمه لمؤسسة “غزة الإنسانية” التي تقوم بتوزيع المساعدات في مناطق محدودة جنوب القطاع، وهي مؤسسة أثارت جدلاً واسعًا، حيث وصفتها منظمات إغاثية تابعة للأمم المتحدة بأنها “خطرة وغير فعالة”، بينما تنفي المؤسسة تلك الاتهامات.
اقرأ أيضًا:
الخارجية الفلسطينية: صمت المجتمع الدولي على الإبادة الجماعية في غزة “مريب وغير مبرر”
الضغوط الدولية على إسرائيل تتزايد
ويأتي ذلك وسط تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل بسبب تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، خاصة بعد السماح مؤخراً بعمليات إسقاط مساعدات جوية محدودة أواخر يوليو.
وتشير تقارير وزارة الصحة في غزة إلى أن أكثر من 60 ألف فلسطيني استشهدوا جراء العدوان المستمر، معظمهم من النساء والأطفال، بينما بدأ عدد متزايد من المدنيين يفارقون الحياة جراء الجوع وسوء التغذية.
صور الأطفال الجوعى تهز الضمير العالمي
وأثارت صور الأطفال الذين يتضررون جوعًا صدمة واسعة حول العالم، ما زاد من حدة الانتقادات الدولية للسياسات الإسرائيلية في القطاع، ولتقاعس المجتمع الدولي عن التدخل بشكل فعال.
بايدن واجه ضغوطًا مماثلة
وسبق أن واجه الرئيس بايدن ضغوطًا شديدة من داخل الحزب الديمقراطي، دفعته لاتخاذ خطوات عملية للتخفيف من معاناة المدنيين في غزة، بما في ذلك الإسقاط الجوي وبناء الرصيف البحري، إلا أن التحديات الميدانية حالت دون تحقيق نتائج ملموسة على الأرض.