في تطور مثير للجدل ضمن تنفيذ اتفاق شرم الشيخ للسلام، أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الإثنين، أنه تسلّم جثامين 4 من الرهائن الذين كانوا محتجزين لدى حركة “حماس”، في وقت اتهم فيه الجانب الإسرائيلي الحركة بـ”خرق الاتفاق” بعد أن كانت التوقعات تشير إلى تسليم رفات 28 رهينة دفعة واحدة.
إسرائيل تتسلم جثامين 4 رهائن
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي إن الجثامين الأربعة التي تم نقلها إلى إسرائيل تعود لكل من:
غاي إيلوز
يوسي شرابي
بيفين جوشي
دانيال بيريز
وأكد البيان أن عملية النقل تمت بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر وبإشراف قوة المراقبة الدولية، في إطار المرحلة الثانية من تنفيذ اتفاق التبادل بين إسرائيل وحماس الذي جرى التوصل إليه برعاية مصر وقطر وتركيا والولايات المتحدة خلال قمة شرم الشيخ.
حماس: أسباب فنية وراء التأخير
من جانبها، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها سلّمت جثث الرهائن الأربعة اليوم الإثنين، موضحة أن عملية استعادة باقي الرفات “تحتاج إلى وقت أطول” بسبب تعقيدات ميدانية، مشيرة إلى أن بعض أماكن الدفن غير معروفة نتيجة القصف الإسرائيلي المكثف خلال الحرب.
وقالت الحركة في بيانها إن قوة عمل دولية خاصة ستشارك في تحديد مواقع دفن باقي الرهائن القتلى، تمهيدًا لإعادتهم لاحقًا.

منتدى عائلات الرهائن: “خرق فاضح للاتفاق”
في المقابل، أعرب منتدى عائلات الرهائن والمفقودين الإسرائيليين عن غضبه الشديد، معتبرًا أن ما جرى يمثل “انتهاكًا صارخًا للاتفاق المبرم مع حماس”.
وقال المنتدى في بيان: “شعرنا بالصدمة والأسى عندما علمنا أن رفات 4 فقط من الرهائن الذين لقوا حتفهم ستُعاد اليوم، من بين 28 تحتجز (حماس) رفاتهم”.
وأضاف البيان أن المنتدى يتوقع تحركًا عاجلاً من الحكومة الإسرائيلية والوسطاء الدوليين لتدارك ما وصفه بـ”الظلم الفادح”، داعيًا إلى الضغط على حماس للالتزام الكامل ببنود الاتفاق.
رد رسمي من إسرائيل
من جهته، علّق وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس على إعلان حماس قائلاً إن “المهمة العاجلة الآن هي ضمان عودة جميع الرهائن المتوفين إلى ديارهم”.
ووصف كاتس تسليم أربع جثامين فقط بأنه “إخلال بالوعود وانتهاك صارخ للاتفاق”، محذرًا من أن إسرائيل “لن تقف مكتوفة الأيدي” أمام أي تقصير أو تأخير متعمد في تنفيذ الالتزامات.

تؤكد السلطات الإسرائيلية أن عدد الرهائن الذين اختطفتهم حماس بلغ 251 شخصًا خلال هجوم 7 أكتوبر 2023، الذي أشعل الحرب بين الطرفين. وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن 26 من هؤلاء قد توفوا استنادًا إلى بيانات الطب الشرعي والمعلومات الاستخباراتية، بينما لا يزال مصير اثنين مجهولًا.
ومن بين الجثامين التي تم الحديث عنها اليوم، تعود إحداها إلى جندي إسرائيلي قُتل في حرب عام 2014، بينما البقية من الرهائن الذين تم أسرهم خلال هجوم أكتوبر، وبعضهم قُتل خلال القصف الإسرائيلي على غزة أثناء فترة احتجازه.
اقرأ أيضًا:
ترامب من قمة شرم الشيخ: “انتهت حرب غزة.. وبدأ عصر السلام في الشرق الأوسط”
عملية معقدة ومراقبة دولية
وفق مصادر ميدانية، تشرف على تنفيذ الاتفاق قوة مراقبة دولية متعددة الجنسيات، مكلفة بمتابعة عملية تبادل الأسرى واستعادة الرفات، في حين أكدت الأمم المتحدة أن المرحلة الثانية من الصفقة “قد تشهد بعض التأخير لأسباب إنسانية ولوجستية”.
وتأتي هذه التطورات في وقت تحاول فيه الأطراف الراعية – وعلى رأسها مصر وقطر والولايات المتحدة – الحفاظ على زخم اتفاق شرم الشيخ، الذي تم توقيعه مؤخرًا لإنهاء الحرب في غزة وبدء مرحلة إعادة الإعمار والاستقرار.
ويرى مراقبون أن التعثر في تنفيذ بند تبادل الرهائن قد يمثل اختبارًا مبكرًا لمدى التزام الأطراف بالاتفاق، ويضع المجتمع الدولي أمام تحدٍ جديد لضمان التنفيذ الكامل للصفقة التاريخية.