أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، تنفيذ عمليات برية “خاصة ومركزة” في جنوب لبنان، استهدفت ما وصفه بـ”بنى تحتية إرهابية” تابعة لحزب الله، في تصعيد ميداني جديد يُنذر بتدهور الوضع الأمني على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، رغم اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ أواخر عام 2024.
وفي بيان مقتضب نشره المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، جاء فيه: “استنادًا إلى معلومات استخباراتية دقيقة، ورصد وسائل قتالية وبنى تحتية لحزب الله في عدة مناطق بجنوب لبنان، نفذ جنودنا عمليات خاصة ومركزة تهدف إلى تدمير تلك البنى ومنع إعادة تموضع عناصر حزب الله في المنطقة”.

إسرائيل تنفذ عمليات ليلية وتصعيد جديد
أرفق المتحدث العسكري بيانه بمقاطع فيديو ليلية تُظهر عناصر من لواء عوديد (9) وهم يتوغلون راجلين داخل الأراضي اللبنانية، وأُرفق أحد الفيديوهات بعنوان:
“عملية ليلية مركزة نفذها لواء عوديد في جنوب لبنان”، دون تحديد المواقع بدقة أو تفاصيل عن نتائج العملية.
ورغم المطالبات الإعلامية بتوضيح نطاق العملية وطبيعتها، لم يصدر تعليق رسمي من جيش الاحتلال لوكالة “فرانس برس” بشأن ما إذا كانت هذه هي أول عملية برية داخل لبنان منذ سريان وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل في نوفمبر 2024.
تصعيد متزامن مع ضربات في الشمال اللبناني
يأتي هذا التحرك في أعقاب غارة جوية نادرة من نوعها يوم الثلاثاء، استهدفت، بحسب جيش الاحتلال، عناصر من حركة حماس في شمال لبنان، قرب مدينة طرابلس. وأسفر الهجوم عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 13 آخرين بعد استهداف سيارة مدنية.
وأكّد جيش الاحتلال في بيانه أن الغارات ستتواصل بهدف “إزالة أي تهديد محتمل”، مشددًا على أنه “لن يسمح لحزب الله بإعادة بناء قدراته العسكرية والبنية التحتية بعد الضربات التي تعرض لها خلال الحرب الأخيرة”.
بنود اتفاق وقف إطلاق النار ومناطق النزاع المستمرة
تجدر الإشارة إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع في نوفمبر 2024، برعاية أممية، نصّ على انسحاب حزب الله من المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني (على بعد نحو 30 كيلومترا من الحدود)، وتفكيك منشآته العسكرية، مقابل تعزيز وجود الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل الدولية في هذه المنطقة.
كما شمل الاتفاق انسحابًا تدريجيًا لقوات الاحتلال من الأراضي التي سيطرت عليها خلال المواجهات، إلا أن إسرائيل ما زالت تحتفظ بخمس مرتفعات استراتيجية، تطالب بيروت بانسحاب الجيش الإسرائيلي منها فورًا، معتبرة وجوده فيها انتهاكًا صارخًا للسيادة اللبنانية ولروح الاتفاق.
اقرأ أيضًا:
تحذيرات من تواجد جنود الاحتلال داخل غزة بعد إعلان الجيش الإسرائيلي استهداف قيادي في لبنان
قراءة في المشهد
يرى مراقبون أن العملية البرية الإسرائيلية الجديدة تمثل خرقًا واضحًا لوقف إطلاق النار، وتنذر بعودة التصعيد بين الطرفين، خصوصًا في ظل استمرار التحليق الجوي الإسرائيلي المكثف، وتصعيد اللهجة السياسية من الطرفين.
في المقابل، لم يصدر رد رسمي حتى الآن من حزب الله أو السلطات اللبنانية على العملية البرية أو الغارة في شمال لبنان، في وقت تتزايد فيه المخاوف من توسع رقعة الاشتباك لتشمل مناطق جديدة خارج الجنوب.
تطرح التطورات الأخيرة تساؤلات حاسمة بشأن مدى صمود وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، في ظل العمليات البرية والجوية المتصاعدة، في وقت تعاني فيه المنطقة من هشاشة أمنية شديدة وتوترات متراكمة، وسط عجز دبلوماسي دولي عن تهدئة الميدان أو فرض التزامات متبادلة على طرفي النزاع.