في تطور هو الأخطر منذ عقود، شنت إسرائيل في الساعة 3:30 فجر الجمعة، بتوقيت طهران، سلسلة هجمات عسكرية جوية وصاروخية على أهداف إيرانية وصفتها بـ”الاستراتيجية”، شملت منشآت نووية، ومصانع صواريخ باليستية، وقادة عسكريين بارزين، ضمن عملية عسكرية أعلنت تل أبيب أنها تهدف إلى “منع إيران من امتلاك سلاح نووي”.

إسرائيل تكبد إيران خسائر فادحة في القيادات
أسفرت الضربات الإسرائيلية عن مقتل عدد من كبار القادة والمسؤولين والعلماء الإيرانيين، في مقدمتهم:
أبرز القتلى من الجيش والحرس الثوري
قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي.
رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء محمد باقري.
قائد مقر خاتم الأنبياء العسكري اللواء غلام علي رشيد.
قائد القوات الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني أمير علي حاجي زادة.
قائد قوة الطائرات المسيرة التابعة لسلاح الجو التابع للحرس الثوري الإيراني، طاهر بور.
قائد القيادة الجوية لسلاح الجو التابع للحرس الثوري الإيراني، داود شيخيان.
نائب رئيس هيئة الأركان العامة للعمليات في الجيش الإيراني اللواء مهدي رباني (مع زوجته وأولاده)
أبرز القتلى من علماء الذرة
أستاذ الهندسة النووية أحمد رضا ذو الفقاري.
العالم النووي مهدي طهرانجي.
العالم النووي فريدون عباسي.
العالم النووي عبد الحميد مينوشهر.
العالم النووي أمير حسين فقهي
العالم النووي مطلبي زاده
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن العملية تمثل “ضربة دقيقة واستباقية”، مشيرًا إلى أنها بداية لـ”عملية مطوّلة تستهدف تحييد التهديد النووي الإيراني”.
حالة طوارئ في إسرائيل واستنفار في طهران
في أعقاب الهجوم، أعلنت إسرائيل حالة الطوارئ تحسبًا لأي رد إيراني محتمل، في ظل تحذيرات من كبار المسؤولين الإسرائيليين من اندلاع صراع طويل الأمد. واعتبر محللون أن الهجوم يُعد خرقًا صارخًا للسيادة الإيرانية واستهدافًا مباشرًا لمراكز القوة في البلاد.
وفي مشهد ينذر بالتصعيد، رفعت إيران راية الانتقام الحمراء فوق مسجد جمكران في مدينة قم، وهو تقليد شيعي يحمل دلالة على قرب تنفيذ عملية انتقامية وشيكة. وقد رُفعت هذه الراية سابقًا في أحداث بارزة كاغتيال قاسم سليماني وإسماعيل هنية.
تغييرات عاجلة في القيادة العسكرية الإيرانية
ردًا على اغتيال كبار القادة، أعلن المرشد الأعلى علي خامنئي تعيينات عاجلة شملت:
اللواء عبد الرحيم موسوي – رئيسًا لهيئة الأركان العامة
اللواء محمد باكبور – قائدًا عامًا للحرس الثوري
اللواء علي شادماني – قائدًا لمقر خاتم الأنبياء العسكري
وجاءت هذه التعيينات بعد ساعات من تعيينات بالوكالة في المناصب ذاتها، عكست الاستجابة السريعة للفراغ القيادي بعد الضربات الإسرائيلية.
5 سيناريوهات محتملة لرد طهران على الهجوم الإسرائيلي
صحيفة التايمز البريطانية نشرت تحليلًا توقعت فيه خمسة سيناريوهات رئيسية قد تعتمدها إيران في ردها:
ضرب القواعد الأمريكية والإسرائيلية: تمتلك إيران آلاف الصواريخ المتوسطة المدى، وقد تستخدمها لاستهداف قواعد أمريكية في العراق وقطر، وربما بشكل متزامن مع هجمات من حلفاء إيران في اليمن والعراق.
استهداف حقول النفط الخليجية: تشير التقديرات إلى إمكانية استهداف منشآت نفطية في السعودية والإمارات والكويت، كما حدث عام 2019، ما قد يؤدي إلى اضطراب كبير في سوق الطاقة العالمي.
إغلاق مضيق هرمز والخليج العربي: باعتباره ممرًا حيويًا لصادرات النفط العالمية، فإن إغلاقه سيتسبب في أزمة اقتصادية وطاقوية عالمية.
هجوم مباشر على إسرائيل: عبر صواريخ بعيدة المدى وطائرات مسيرة، حيث هددت طهران مرارًا بالرد المباشر في حال المساس بمواقعها النووية.
تفعيل الوكلاء الإقليميين: مثل حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، والفصائل المسلحة في العراق وسوريا، وهو ما قد يفتح جبهات عدة على إسرائيل وحلفائها في المنطقة.
الشرق الأوسط على حافة الهاوية
وسط هذا التصعيد، يتزايد القلق الدولي من انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة قد تشمل أطرافًا إقليمية ودولية. وقد حذرت مصادر دبلوماسية من أن أي رد إيراني واسع النطاق سيقابل برد أقوى، مما يهدد بانفجار صراع طويل الأمد في الشرق الأوسط.
وبينما تتصاعد الأدخنة في سماء طهران وتُقرع طبول الحرب في تل أبيب، يجد العالم نفسه أمام اختبار حقيقي: هل يسلك الشرق الأوسط طريق التصعيد والدمار، أم يتدخل العقل قبل أن تنفجر حرب لا يُعرف مداها؟
الراية الحمراء رفعت، والدم سال، والأطراف باتت على أهبة الاستعداد. إنها لحظة حاسمة، لا تحدد فقط مصير إيران وإسرائيل، بل قد تعيد رسم خرائط النفوذ والتحالفات في المنطقة لعقود قادمة، وفي ظل غياب مؤشرات للتهدئة، يبقى السؤال مفتوحًا: من يُطفئ فتيل المواجهة قبل أن تتحول إلى نار تلتهم الجميع؟
اقرأ أيضًا: