طالبت الحكومة الإسرائيلية، مرصدًا عالميًا مختصًا بمراقبة معدلات الجوع بسحب تقريره الأخير الذي خلص إلى أن مدينة غزة والمناطق المحيطة بها تعاني من مجاعة فعلية مرشحة للتفاقم خلال الأشهر المقبلة.

ووصفت تل أبيب التقرير بأنه “معيب للغاية” ويفتقر إلى المهنية، وفقًا لوكالة “رويترز”.
تقرير دولي: نصف مليون فلسطيني يواجهون المجاعة
كان نظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) قد أصدر تقريرًا يوم الجمعة الماضي، أكد فيه أن نحو 514 ألف شخص، أي ما يعادل ربع سكان قطاع غزة تقريبًا، يعيشون بالفعل في ظروف المجاعة. وأشار إلى أن العدد قد يرتفع إلى 641 ألفًا بحلول نهاية سبتمبر المقبل إذا لم تتحسن الأوضاع الإنسانية.
اقرأ أيضًا
الخارجية الفلسطينية تدين اقتحامات نتنياهو والوزراء للضفة الغربية
ويُعد هذا النظام مبادرة دولية تضم 21 منظمة إغاثية وجهات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات إقليمية، تموَّل من عدة دول بينها بريطانيا وكندا وألمانيا والاتحاد الأوروبي.
وقد سبق له أن أعلن عن وقوع مجاعات في الصومال عام 2011، وفي جنوب السودان عامي 2017 و2020، وفي السودان خلال عام 2024.
اعتراض إسرائيلي واتهامات بعدم المهنية
في رسالة رسمية وجهها المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية، إدن بار تال، إلى إدارة نظام التصنيف، اعتبر أن التقرير “ابتعد عن معاييره وقواعده الخاصة”، مدعيًا أن البيانات المستخدمة “مختلقة أو منتقاة أو متجاهلة”. وأضاف: “التقرير معيب للغاية وغير مهني، ويفتقر إلى الحد الأدنى من المعايير المتوقعة من هيئة دولية مكلفة بمسؤولية بهذا الحجم”.
وطالبت إسرائيل المرصد الدولي بمراجعة عاجلة وشفافة للتقرير، مؤكدة أنها ستواصل الطعن في نتائجه، وفي حال عدم صدور نسخة جديدة خلال أسبوعين فإنها ستسعى للضغط على المانحين لوقف تمويل هذه المبادرة الدولية.
وفيات متزايدة بسبب الجوع وسوء التغذية
في المقابل، أعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم أن 10 أشخاص آخرين لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية والجوع، ما رفع عدد الوفيات الناجمة عن هذه الأسباب إلى 313 شخصًا منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، بينهم 119 طفلًا.
وتقول السلطات الصحية في القطاع إن الحصار الإسرائيلي المشدد ونقص المساعدات هما السبب المباشر لهذه المأساة الإنسانية، بينما تواصل إسرائيل التشكيك في الأرقام الصادرة عن الوزارة التي تديرها حركة حماس.
انتقادات وضغوط دولية
تزامنت هذه التطورات مع دعوات متكررة من حكومات أوروبية ومنظمات إنسانية لإسرائيل، بضرورة السماح بدخول مزيد من المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى القطاع.
وفي هذا السياق، التقى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، سيندي مكين، حيث أكد “التزام إسرائيل بمنع المجاعة وتمكين وصول المساعدات إلى سكان غزة”، وفقًا لبيان صادر عن الجيش.