أعلنت إسرائيل، أنها سمحت لقوات الأمن السورية بدخول محافظة السويداء لمدة 48 ساعة، مشيرةً إلى الاضطرابات المستمرة في جنوب سوريا.
وصرح مسؤول، طلب عدم الكشف عن هويته، للصحفيين: “في ظل استمرار حالة عدم الاستقرار في جنوب غرب سوريا، وافقت إسرائيل على السماح بدخول محدود لقوات الأمن الداخلي [السورية] إلى محافظة السويداء خلال الـ 48 ساعة القادمة”.
إسرائيل تعلن السماح بدخول قوات الأمن السورية للسويداء
اشتعلت أعمال عنف دامية في محافظة السويداء منذ يوم الأحد، حيث اشتبك مقاتلون دروز مع قبائل بدوية سنية، انضمت إليها لاحقًا القوات الحكومية.
وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وهي جماعة رصد، أنها وثّقت 254 قتيلاً خلال أربعة أيام من القتال، من بينهم كوادر طبية ونساء وأطفال.
طالبت الطائفة الدرزية في إسرائيل القدسَ بالتحرك لحماية إخوانهم عبر الحدود، مع ورود تقارير من السويداء عن قيام قوات النظام بقتل النساء والفتيان، ونهب المنازل، وحلق شوارب رجال الدين الدروز.
كما أظهرت مقاطع فيديو مقاتلين دروزًا يضربون جنودًا حكوميين أسرى ويتظاهرون بأجسادهم.
انسحبت القوات السورية من السويداء بعد إعلان هدنة يوم الأربعاء، لكن الاشتباكات استؤنفت في وقت متأخر من يوم الخميس بين مقاتلين من قبائل بدوية والدروز، وهم جزء من أقلية دينية في سوريا لها أتباع في لبنان وإسرائيل.
واستمرت الاشتباكات في أجزاء من محافظة السويداء حتى يوم الجمعة، وفقًا لسكان السويداء وريان معروف، مدير موقع “السويداء 24” الإخباري المحلي.
وقالت تل أبيب إنها لن تسمح لقوات النظام العسكرية بدخول جنوب دمشق عقب أعمال العنف، وهو ما قد يكون السبب وراء إشارة مكتب رئيس الوزراء إلى الأمن “الداخلي” في بيانه.
إسرائيل: تصريحات مكتب رئيس الوزراء
في تناقض ظاهري مع تصريحات مكتب رئيس الوزراء، صرّح المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية بأن القوات الحكومية لا تستعد للانتشار في السويداء، وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء الرسمية.
ونفى نور الدين البابا تقريرًا سابقًا لرويترز نقلًا عن مسؤول إعلامي في وزارة الداخلية قوله إن قوات الأمن تستعد لإعادة الانتشار هناك لقمع القتال الجديد بين القبائل البدوية والدروز، وهم جزء من أقلية دينية في سوريا لها أتباع في لبنان وإسرائيل.
وتورطت إسرائيل في اشتباكات هذا الأسبوع، حيث استهدفت القوات السورية في السويداء ووزارة الدفاع السورية بغارات جوية، وضربت مواقع قريبة من القصر الرئاسي في دمشق.
انسحبت القوات السورية من السويداء بعد إعلان الهدنة، لكن الاشتباكات استؤنفت في وقت متأخر من يوم الخميس بين مقاتلي القبائل البدوية والدروز.
وفي وقت سابق من يوم الجمعة، نفى الجيش الإسرائيلي تقارير نشرتها وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) تفيد بأنه نفذ ضربات إضافية بالقرب من السويداء مساء الخميس.
وصفت إسرائيل حكام سوريا الجدد بالجهاديين المتخفين، وتعهدت بحماية الدروز في المنطقة من الهجمات، مدفوعةً بدعوات من الأقلية الدرزية في إسرائيل.
يبدو أن انعدام ثقتها العميق بالقيادة السورية الجديدة التي يقودها الإسلاميون يتعارض مع الولايات المتحدة، التي قالت إنها لا تدعم الضربات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا.
تدخلت الولايات المتحدة للمساعدة في تأمين الهدنة بين القوات الحكومية والمقاتلين الدروز.
اتهامات الزعيم السوري أحمد الشرع
اتهم الزعيم السوري أحمد الشرع، الذي عمل على بناء علاقات أكثر دفئًا مع الولايات المتحدة، إسرائيل بمحاولة تقسيم سوريا ووعد بحماية أقليتها الدرزية.
أعلنت إسرائيل يوم الجمعة أنها سترسل مساعدات إنسانية إلى محافظة السويداء.
وقالت وزارة الخارجية في بيان: “في ضوء الهجمات الأخيرة التي استهدفت الدروز في السويداء والوضع الإنساني الخطير في المنطقة، أمر وزير الخارجية جدعون ساعر بنقل المساعدات الإنسانية بشكل عاجل إلى السكان الدروز في المنطقة”.
وقالت الوزارة إن الحزمة البالغة مليوني شيكل (600 ألف دولار) تشمل طرودًا غذائية وإمدادات طبية، مشيرةً إلى أنها أرسلت سابقًا مساعدات إنسانية إلى الدروز في سوريا في مارس/آذار.
وحثّ رئيس مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، يوم الجمعة، السلطات السورية المؤقتة على ضمان المساءلة والعدالة لما وصفه بتقارير موثوقة عن انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان خلال القتال، بما في ذلك عمليات إعدام بإجراءات موجزة وعمليات اختطاف، وفقًا لبيان صادر عن المكتب.
وقال مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان إن ما لا يقل عن 13 شخصًا قُتلوا بشكل غير قانوني في حادثة واحدة مسجلة في 15 يوليو/تموز عندما أطلق عناصر تابعون للسلطات المؤقتة النار على تجمع عائلي. وأُعدم ستة رجال بإجراءات موجزة بالقرب من منازلهم في اليوم نفسه.
وحثّت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يوم الجمعة جميع الأطراف على السماح بوصول المساعدات الإنسانية، التي قالت إنها قُيّدت بسبب العنف.
قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يوم الخميس إن إسرائيل ستواصل استخدام الوسائل العسكرية لفرض خطيها الأحمرين في سوريا – نزع السلاح من المنطقة الواقعة جنوب دمشق، بالقرب من حدود إسرائيل، وحماية الأقلية الدرزية في البلاد هناك.
وأضاف نتنياهو أن نظام دمشق، بقيادة الشرع، انتهك هذين الخطين الأحمرين في الأيام الأخيرة.
قال في بيان مصور: “أرسلت جيشًا جنوب دمشق، إلى المنطقة التي كان ينبغي نزع سلاحها، وبدأت بمجازر ضد الدروز. لم نكن لنقبل هذا بأي حال من الأحوال”.
وأضاف رئيس الوزراء أن وقف إطلاق النار الذي أعلنه الشرع في السويداء، والذي تضمن انسحاب قوات النظام، “تم تحقيقه بالقوة. ليس من خلال الطلبات، وليس من خلال الالتماسات – بل بالقوة”.
ووعد نتنياهو قائلًا: “لقد تحركنا، وسنواصل التحرك حسب الضرورة”.
هاجمت إسرائيل منشآت عسكرية وعناصر تابعة للنظام السوري يوم الأربعاء، مطالبةً بانسحاب قوات النظام من السويداء، التي انتشرت فيها خلال القتال الطائفي بين الدروز والبدو، والذي أفادت التقارير أنه اندلع في البداية بعد تعرض بائع خضراوات درزي لاعتداء من قبل مسلحين بدو يوم الأحد.
وفي مؤتمر صحفي مساء الخميس، أقرّ المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، العميد إيفي ديفرين، بأن الجيش الإسرائيلي لم يكن مستعدًا للتعامل مع الفوضى على الحدود السورية في الأيام الأخيرة خلال صراع السويداء.
عبر حوالي ألف درزي من إسرائيل إلى سوريا، ودخل عشرات الدروز السوريين إسرائيل وقت اندلاع القتال، مما دفع عددًا من النواب الدروز الإسرائيليين إلى دخول سوريا بأنفسهم لدعوة الدروز الإسرائيليين للعودة إلى إسرائيل.
وقال دفرين إن الجيش الإسرائيلي “لم يكن مستعدًا لآلاف المواطنين الإسرائيليين الذين وصلوا إلى الحدود وحاولوا عبورها”، مضيفًا: “نحن نتعلم الدروس”.
وأعلنت الشرطة أنها اعتقلت إسرائيليين درزيين على الحدود السورية صباح الخميس، أثناء محاولتهما العودة إلى الأراضي الإسرائيلية حاملين بندقية كلاشينكوف. ودخل الشابان – اللذان يبلغان من العمر 18 و20 عامًا، من قريتي كسرى وبيت جن – إلى سوريا يوم الأربعاء.
وأضافت الشرطة أنها قامت بسد الثغرات على الحدود الإسرائيلية السورية، وتعمل حاليًا مع قادة الدروز المحليين لتسهيل عودة الإسرائيليين الذين عبروا إلى سوريا، والعودة.
شهدت حكومة الرئيس السوري أحمد الشرع المؤقتة علاقات مضطربة مع الأقليات العرقية والدينية منذ توليها السلطة في ديسمبر.
شهد شهر مارس مجازر راح ضحيتها أكثر من 1700 مدني، معظمهم من العلويين، في معقلهم على ساحل البحر الأبيض المتوسط، حيث أُلقي باللوم على جماعات تابعة للحكومة في معظم عمليات القتل.
اقرا ايضا:
تحطم الطائرة الهندية في أحمد آباد.. تحقيقات أولية تكشف غموضًا وصراعًا في قمرة القيادة
كما خاضت القوات الحكومية معارك مع مقاتلين دروز في محافظة السويداء وبالقرب من دمشق في أبريل ومايو، مما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص.
أعلنت إسرائيل، التي تضم حوالي 150 ألف درزي، يخدم الكثير منهم في الجيش الإسرائيلي، مرارًا وتكرارًا عزمها على الدفاع عن الدروز في سوريا.
كما يقول الجيش الإسرائيلي، الذي سيطر على المنطقة منزوعة السلاح التي تراقبها الأمم المتحدة في مرتفعات الجولان ونفذ مئات الغارات على أهداف عسكرية في سوريا، إنه لن يسمح بأي وجود عسكري سوري في الجنوب.
وعلى الرغم من المبادرة بالاتصال بأول اجتماع وجهاً لوجه في أذربيجان في وقت سابق من هذا الشهر، تظل إسرائيل حذرة للغاية من حكام سوريا الجدد، بما في ذلك الشرع، الذي كانت حركته “هيئة تحرير الشام” مرتبطة في السابق بتنظيم القاعدة.
