أسفر القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة عن مقتل 33 فلسطينياً منذ فجر الأربعاء، بينهم 21 في مدينة غزة، فيما أصيب آخرون بجروح متفاوتة، وذلك مع تكثيف الجيش الإسرائيلي عملياته الجوية والبرية في المدينة.
وأعلن الجيش أنه قصف أكثر من 150 هدفاً في مدينة غزة منذ الثلاثاء، بينما أفادت مصادر طبية بمقتل ثلاثة مواطنين من أسرة واحدة في قصف استهدف خيمة نازحين في مواصي خان يونس جنوب القطاع، كما قُتل مواطن وزوجته الحامل وابنته في غارة على منزل بمخيم النصيرات وسط القطاع، واستشهد اثنان آخران في قصف شقة سكنية بحي تل الهوى جنوب غزة.
وفي حي الشيخ رضوان شمال غربي المدينة، استهدف القصف الإسرائيلي عمارة عجور وأسفر عن قتلى وجرحى، إلى جانب تدمير منازل في المنطقة.
مسارات إجلاء مؤقتة وسط تكثيف العمليات العسكرية
أعلن الجيش الإسرائيلي عن فتح مسار انتقال مؤقت عبر شارع صلاح الدين لتمكين السكان من مغادرة مدينة غزة باتجاه الجنوب، على أن يستمر العمل به 48 ساعة اعتباراً من ظهر الأربعاء.
ويمتد الشارع بمحاذاة الساحل من شمال القطاع إلى جنوبه، ويعد الشريان الأساسي الذي تمر عبره حركة النزوح.
وتأتي هذه الخطوة في وقت أكد الجيش بدء توسيع عملياته البرية في مدينة غزة، بالتزامن مع قصف كثيف ومتواصل.
وكانت الأمم المتحدة قدّرت عدد سكان المدينة ومحيطها بمليون نسمة، فيما تشهد المنطقة حركة نزوح جماعي عبر السيارات والعربات والجرارات الزراعية، مع تسجيل الجيش الإسرائيلي مغادرة أكثر من 350 ألف شخص للمدينة خلال الأيام الماضية، رغم تمسك عدد كبير من الأهالي بالبقاء لغياب أماكن آمنة.
تصاعد القصف وتفاقم الأزمة الإنسانية
ارتفعت حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 108 أشخاص منذ فجر الثلاثاء جراء الغارات التي استهدفت منازل ومبانٍ سكنية في الشمال والوسط والجنوب.
وأكدت مصادر طبية أن 93 من الضحايا سقطوا في شمال القطاع، و9 في وسطه، و6 في جنوبه. وواصلت الطائرات الإسرائيلية قصفها في ساعات الليل، ما أسفر عن سقوط 12 شهيداً آخرين، بينهم أم وطفلها في مخيم الشاطئ.
وأدى هذا التصعيد إلى تنديد دولي واسع، خصوصاً مع إعلان الأمم المتحدة رسمياً حالة “المجاعة” في غزة منذ أغسطس الماضي.
ووصفت لجنة تحقيق أممية مستقلة العمليات العسكرية بأنها “إبادة جماعية”، بينما ربطت الصين بين التوسع الإسرائيلي في الهجوم وانتهاك القانون الدولي، مطالبة بوقفه فوراً.
مواقف دولية وتصريحات متباينة
حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن إسرائيل تسعى إلى “الذهاب حتى النهاية” في عملياتها العسكرية وليست منفتحة على مفاوضات سلام جدية، بينما أكد الجيش الإسرائيلي أن الهدف الأساسي هو تكثيف الضربات ضد حركة حماس حتى هزيمتها الكاملة.
وجاء ذلك في وقت جددت فيه الولايات المتحدة دعمها لإسرائيل عقب زيارة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو لتل أبيب، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي أن عدد مقاتلي حماس في مدينة غزة يتراوح بين ألفين وثلاثة آلاف.
من جانبها، اعتبرت حركة حماس أن ما يحدث يمثل “فصلاً جديداً من حرب الإبادة والتطهير العرقي الممنهج”، فيما تحولت معظم مدينة غزة إلى أنقاض مع تواصل القصف، حيث وصف شهود عيان مشاهد مأساوية لانتشال جثث الأطفال والنساء من تحت الركام، في وقت تجاوزت فيه حصيلة القتلى منذ اندلاع الحرب 64 ألفاً و964 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفق بيانات وزارة الصحة في غزة.
اقرأ ايضًا…أوتشا: ما يحدث في غزة “تجويع متعمد”.. وإسرائيل تعرقل عمل الإغاثة الإنسانية