شنت إسرائيل، الإثنين، ضربات عسكرية غير مسبوقة استهدفت منشآت أمنية وعسكرية حساسة في العاصمة الإيرانية طهران، من بينها سجن إيوين الشهير ومقرات تابعة للحرس الثوري الإيراني، في تصعيد جديد ينذر بمزيد من التوتر في الشرق الأوسط.
إسرائيل تعلن ضربة مركزة على مواقع أمنية إسرائيلية
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عبر منصة “إكس”، أن الجيش الإسرائيلي ينفذ ضربة مركّزة ضد “أهداف تابعة للنظام وأجهزة القمع الحكومية” في قلب العاصمة الإيرانية، مؤكدا أن العملية شملت سجن إيوين ومقرات الأمن الداخلي للحرس الثوري الإيراني، إضافة إلى مقار الباسيج.

من جهته، قال الجيش الإسرائيلي في بيان منفصل إنه استهدف أيضا مقر “ثأر الله”، وهو أحد أهم مقار الحرس الثوري في طهران، والمكلف بحماية المدينة من التهديدات الأمنية، بما فيها التهديدات الداخلية.
توسيع قائمة الأهداف
وتمثل هذه الضربات استمراراً لحملة عسكرية إسرائيلية بدأت في 13 يونيو الجاري، والتي ركزت في بدايتها على المنشآت النووية الإيرانية، لكنها سرعان ما توسعت لتشمل مقرات للقوات المسلحة وقواعد الحرس الثوري وأجهزة الإعلام الرسمية وهيئة الإذاعة والتلفزيون، فضلاً عن قوات الأمن الداخلي.
ويرى مراقبون أن طبيعة الأهداف تشير إلى تحول في الاستراتيجية الإسرائيلية، من استهداف القدرات النووية والعسكرية، إلى استهداف بنية النظام الإيراني نفسه، في ما يبدو كمحاولة لإضعافه أو حتى الدفع نحو تغيير محتمل في الحكم.
اقرأ أيضًا:
تقارير تزيل الغموض حول الهجوم الأمريكي على إيران.. فوردو لم تُدمر وإيران أخلت المنشآت قبل الضربة
تصريحات ترامب: تغيير النظام؟
في السياق نفسه، ألمح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأحد، إلى احتمال دعمه لفكرة تغيير النظام الإيراني، رغم تصريحات سابقة لمسؤولين في إدارته تؤكد أن الضربات الأميركية تقتصر على تعطيل البرنامج النووي الإيراني.
وكتب ترامب عبر منصته “تروث سوشال”: “ليس من الصوابية السياسية استخدام مصطلح (تغيير النظام)، لكن إذا كان النظام الإيراني الحالي عاجزاً عن جعل إيران عظيمة مجدداً، فلماذا لا يكون هناك تغيير للنظام؟”
انفجارات في شمال طهران
وفي طهران، أفاد مراسلو وكالة “فرانس برس” بسماع دوي انفجارات قوية في شمال العاصمة صباح الإثنين. كما أكدت جمعية الهلال الأحمر الإيرانية أن أحد الهجمات الإسرائيلية وقع بالقرب من مقرها في العاصمة، ما يعزز من خطورة التصعيد واتساع نطاقه.
ويُعرف سجن إيوين، الواقع في شمال غرب طهران، بأنه أحد أكثر المرافق الأمنية تشديداً، ويُستخدم لاحتجاز المعارضين السياسيين والصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان، بالإضافة إلى عدد من الرعايا الأجانب، بينهم ما يقدر بـ20 مواطناً أوروبياً يُعتقد أن إيران تستخدمهم كورقة ضغط ضد الحكومات الغربية.
الرد الإيراني المتواصل
من جهتها، ردت إيران بإطلاق ثلاث دفعات من الصواريخ تجاه إسرائيل، وفقاً لما أعلنه الجيش الإسرائيلي. وعلّق وزير الدفاع كاتس قائلاً: “كل صاروخ يُطلق على الجبهة الداخلية في إسرائيل سيقابله عقاب صارم. سنواصل الهجمات بكل قوة، والديكتاتور الإيراني سيدفع الثمن.”
وتأتي هذه التطورات في ظل تصعيد غير مسبوق بين تل أبيب وطهران، وسط مخاوف إقليمية ودولية من انزلاق الأوضاع نحو صراع مفتوح قد يهدد أمن واستقرار المنطقة بأسرها.