في ظل التراجع الحاد في صورتها الدولية بسبب استمرار الحرب على غزة، تمضي إسرائيل في تعزيز حملاتها الدعائية بالخارج، عبر آليات جديدة تستهدف التأثير في الرأي العام الغربي، وعلى رأسها تجنيد مؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي.
كشف تقرير نشرته مجلة ريسبونسيبل ستيتكرافت الأمريكية، أن الحكومة الإسرائيلية موّلت حملة دعائية رقمية واسعة النطاق تستهدف الجمهور الأمريكي، من خلال الاستعانة بمؤثرين يتلقون أموالًا لقاء الترويج للرواية الإسرائيلية حول الصراع مع الفلسطينيين.
إسرائيل تمول رؤيتها في الغرب
وبحسب الوثائق المقدمة بموجب “قانون تسجيل الوكلاء الأجانب” (FARA)، وقعت وزارة الخارجية الإسرائيلية عقدًا بقيمة 900 ألف دولار مع شركة Bridges Partners التي تعاقدت بدورها مع مجموعة Havas Media Group الألمانية، لتشغيل ما بين 14 إلى 18 مؤثرًا أمريكيًا خلال الفترة من يونيو 2025 وحتى نوفمبر.

تشير الوثائق إلى أن المؤثر الواحد يتقاضى ما بين 6,100 و7,300 دولار مقابل كل منشور، تشمل المبلغ الإجمالي المخصص لما يعرف بـ”مدفوعات المؤثرين” وتكاليف الإنتاج. كما تُظهر المعلومات أن نحو نصف قيمة العقد خُصصت لتدريب المؤثرين على صناعة محتوى موجّه، يتم إنتاجه بتنسيق مباشر مع أطراف إسرائيلية.
الحملة، التي أطلق عليها اسم “مشروع إستير”، أثارت جدلًا واسعًا بسبب تشابه اسمها مع مبادرة أمريكية لمكافحة معاداة السامية، إلا أن مؤسسة “Heritage” التي أطلقت المبادرة الأصلية نفت أي علاقة بالمشروع الإسرائيلي.
إسرائيل تدفع 7 آلاف دولار لكل منشور
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أقر بوجود ما وصفه بـ”مجتمع المؤثرين” خلال لقائه مع نشطاء أمريكيين الأسبوع الماضي، مؤكدًا أهمية دورهم في دعم إسرائيل دعائيًا، قائلاً: “علينا أن نرد، كيف نرد؟ من خلال مؤثرينا. إنهم مهمون للغاية.”
ويأتي هذا التحرك ضمن توسع أكبر في ميزانية التأثير الخارجي لإسرائيل، بعد موافقة وزير الخارجية جدعون ساعر أواخر عام 2024 على مضاعفة الميزانية عشرين مرة لتصل إلى 150 مليون دولار.

كما كشف التقرير أن إسرائيل تدفع شهريًا نحو 1.5 مليون دولار للمستشار الرقمي الأمريكي براد بارسكيل، المدير السابق لحملة دونالد ترامب، لإدارة حملة رقمية تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنتاج محتوى دعائي مخصص.
تأتي هذه الحملة وسط أزمة متفاقمة في صورة إسرائيل الدولية، على خلفية الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، والتي أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 66 ألف فلسطيني، وإصابة أكثر من 169 ألفًا، معظمهم من النساء والأطفال، في ظل دمار واسع وأوضاع إنسانية كارثية.
اقرأ أيضا.. ترامب يوسّع نطاق الجيش.. المدن الأمريكية تتحول إلى ساحات تدريب