في تطور لافت لمسار الأحداث في قطاع غزة، كشفت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الأربعاء، أن مفاوضات التهدئة بين إسرائيل وحركة حماس وصلت إلى مرحلتها النهائية، وسط أجواء إيجابية تشير إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار خلال وقت قريب، إذا ما استمرت المؤشرات على النحو ذاته.
اختراقات كبيرة في نقاط الخلاف في اتفاق وقف إطلاق النار غزة
ووفقًا لما أوردته القناة 12 الإسرائيلية، نقلًا عن مصدر أمني رفيع المستوى، فإن معظم النقاط الخلافية الجوهرية بين الجانبين قد تم حلها بالفعل، ولم يتبقَ سوى بعض التفاصيل الفنية الصغيرة التي ما زالت قيد النقاش.
وأضاف المصدر أن رد حركة حماس الرسمي على مقترح وقف إطلاق النار بغزة المعدل المطروح حاليًا على طاولة الوساطة قد يصدر إما في وقت لاحق من مساء اليوم أو خلال يوم غد على أقصى تقدير، مشيرًا إلى أن الأجواء داخل غرف التفاوض توصف بـ”الإيجابية والحذرة”.

إشارات إلى استعدادات ميدانية لعقد اتفاق بشأن غزة
وتعززت التقديرات الإسرائيلية بشأن قرب التوصل إلى اتفاق بعد تقارير ميدانية تحدثت عن تقليص النشاط العسكري الإسرائيلي في مناطق معينة من قطاع غزة، بالإضافة إلى مؤشرات على تهدئة نسبية في التصريحات الصادرة عن قيادات حماس، وهو ما اعتبرته بعض الدوائر الأمنية الإسرائيلية مؤشرًا واضحًا على رغبة الحركة في التوصل إلى تسوية تحفظ ماء وجهها.
اقرأ أيضًا
روسيا: لا نتوقع اختراقًا في مفاوضات تركيا مع أوكرانيا.. ونتمسك بشروطنا
واشنطن تضغط على حماس: “الضمانات على المحك”
من جانب آخر، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن الولايات المتحدة الأمريكية دخلت مجددًا على خط الوساطة بشكل أكثر فاعلية، حيث قامت مؤخرًا بإرسال رسالة مباشرة إلى قيادة حركة حماس عبر وسطاء، مفادها أن “الوقت ينفد، وإذا لم يتم تقديم رد حاسم قريبًا، فإن واشنطن ستتراجع عن بعض الضمانات السياسية والإنسانية التي تعهدت بها في المراحل الأولى من التفاوض”.
وتعكس هذه الرسالة حجم الضغوط الدولية المتزايدة لتسريع وتيرة التوصل إلى اتفاق، خصوصًا في ظل الكلفة الإنسانية المتصاعدة جراء استمرار القتال، وتدهور الأوضاع في القطاع بشكل غير مسبوق.
حماس تسعى لتحسين شروطها… ولكن بواقعية
من جهتها، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، في تقرير تحليلي موسع، إن التقديرات الأمنية الإسرائيلية تميل إلى ترجيح قبول حماس بالمقترح الجديد، لكنها في الوقت ذاته تسعى إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من المكاسب السياسية والإنسانية ضمن الاتفاق النهائي.
وأوضحت الصحيفة أن المطالب الحالية التي تركز عليها حماس تشمل بشكل رئيسي تحديد خطوط انسحاب واضحة للقوات الإسرائيلية داخل القطاع، والإفراج عن عدد أكبر من الأسرى الفلسطينيين المحكوم عليهم بالسجن المؤبد.
مئات الأمتار وعدد محدود من الأسرى
وأشارت مصادر إسرائيلية إلى أن الفجوة بين مطالب حماس والموقف الإسرائيلي تقلصت إلى أدنى مستوياتها منذ بداية جولات التفاوض. ففي ما يتعلق بملف الانسحاب، فإن الخلافات باتت “محصورة في مئات الأمتار فقط” على أحد محاور التوغل الإسرائيلي داخل القطاع.
وفي ملف الأسرى، ذكرت الصحيفة أن إسرائيل قد تكون مستعدة للإفراج عن دفعة جديدة من الأسرى، ولكنها تسعى لتقليص عدد الأسماء المطلوبة، مشيرة إلى أن الفجوة في هذا الملف تتراوح حاليًا بين 100 إلى 150 أسيرًا، معظمهم من أصحاب الأحكام العالية.
مرونة متبادلة تمهّد لاتفاق نهائي
تُجمع وسائل الإعلام الإسرائيلية على أن الاتفاق بات في متناول اليد، وأن الوصول إلى نقطة تفاهم نهائية مرهون فقط بقدرة الطرفين على تقديم التنازلات الأخيرة المطلوبة لإنهاء الحرب المستمرة منذ عدة أشهر، والتي خلفت آلاف الضحايا ومآسي إنسانية هائلة.
وأكدت القناة 13 العبرية أن هناك إدراكًا متزايدًا لدى كل من إسرائيل وحماس بأن استمرار الوضع الراهن لم يعد ممكنًا، في ظل التبعات الإقليمية والدولية، والمخاطر الميدانية التي قد تنفجر في أية لحظة.