أعلنت رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم، الثلاثاء، عن إلغاء إقامة مباراة فياريال وبرشلونة في مدينة ميامي الأميركية، والتي كان من المقرر أن تُقام في شهر ديسمبر المقبل ضمن منافسات الدوري المحلي.
وجاء القرار في بيان رسمي نُشر عبر حساب الرابطة على منصة “إكس”، أكدت فيه أن الجهة المنظمة للمباراة في ميامي قررت إلغاء الحدث بسبب “حالة عدم اليقين” التي سادت إسبانيا خلال الأسابيع الأخيرة، من دون توضيح تفاصيل إضافية حول طبيعة هذه الظروف.
خيبة أمل بعد إلغاء “الفرصة التاريخية”
وأعربت رابطة الدوري الإسباني عن أسفها الشديد لإلغاء المباراة، مشيرة إلى أن الخطوة كانت ستمثل “فرصة تاريخية” لإقامة أول مباراة رسمية في تاريخ الدوري الإسباني خارج الأراضي الأوروبية.

وأكدت الرابطة أنها كانت تأمل في أن تُسهم هذه التجربة في توسيع نطاق انتشار الدوري الإسباني وتعزيز حضوره في الأسواق العالمية، وخاصة في الولايات المتحدة التي تُعد من أكبر الأسواق الرياضية في العالم.
معارضة داخلية ورفض من الأندية ونقابة اللاعبين
القرار جاء بعد موجة من الاعتراضات داخل إسبانيا، إذ واجهت فكرة نقل مباراة فياريال وبرشلونة إلى الخارج رفضاً قاطعاً من معظم أندية الدوري الإسباني، التي عبّرت عن موقفها بعدم لعب الثواني الأولى من مبارياتها تضامناً مع نقابة اللاعبين الإسبان، التي طالبت بتجميد فكرة إقامة مباريات رسمية خارج البلاد.
واعتبر المعارضون أن إقامة لقاء رسمي في ميامي تمس بمبدأ تكافؤ الفرص بين الفرق وتؤثر على هوية المسابقة، التي لطالما كانت مرتبطة بالجماهير المحلية والمدن الإسبانية.
مواقف أوروبية متباينة ورفض من اللاعبين
يأتي هذا التطور بعد أن منح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) موافقته المبدئية، وإن كانت مشروطة، لإقامة مباراة فياريال وبرشلونة في الولايات المتحدة، إلى جانب مباراة أخرى في الدوري الإيطالي بين ميلان وكومو المقررة في أستراليا خلال شهر فبراير المقبل.

إلا أن هذه الخطوة لم تمر بهدوء، إذ عبّر عدد من اللاعبين عن رفضهم للفكرة، ومن أبرزهم لاعب وسط برشلونة الهولندي فرينكي دي يونغ، الذي قال في تصريحات إعلامية إنه يتفهم الدوافع التجارية وراء إقامة مباراة في الخارج، لكنه لا يرى أن هذه الخطط تخدم مصلحة اللاعبين أو المشجعين، مضيفاً أن “الفكرة لا تروق له”.
مستقبل غامض لمشروع المباريات الخارجية
بهذا الإلغاء، تتعثر مجدداً محاولات رابطة الدوري الإسباني لتوسيع نطاق البطولة خارج أوروبا، بعد سنوات من النقاشات بين الأندية والاتحاد حول إمكانية تنظيم مباريات رسمية في أسواق جديدة.
وبينما تؤكد الرابطة استمرارها في السعي إلى تعزيز الحضور العالمي لكرة القدم الإسبانية، يبدو أن المشروع سيحتاج إلى توافق أوسع بين اللاعبين، الأندية، والجهات المنظمة قبل المضي قدماً في أي خطوات مماثلة مستقبلاً.
