إنجاب بعد الأربعين، حلم قد يراود العديد من النساء؛ خاصة في ظل تقدم أعمار الزواج في الوقت الراهن. ولكن مع تحقق هذا الحلم قد تواجه المرأة والطفل عدة مخاطر صحية.
فعلى الرغم من التطور الذي نعيشه اليوم، إلا أن الأمر لا يخلو من التحديات الصحية والطبيعية المرتبطة بتقدم العمر، إذ تقل الخصوبة تدريجيًا بعد هذا العمر، مما يجعل فرص الحمل الطبيعي أقل، لكنه لا يزال ممكنًا.
إنجاب بعد الأربعين ونسب الخصوبة الطبيعية
نسب الخصوبة لدى المرأة تقل بشكل ملحوظ بعد سن الأربعين، حيث يتأثر ذلك بانخفاض عدد وجودة البويضات. وتقل فرص الحمل الطبيعي في سن الأربعين، تتراوح فرصة حدوث الحمل في أي دورة شهرية ما بين 5% إلى 10% فقط.
وبعد سن 43، تنخفض النسبة إلى أقل من 5%، وتقترب من الصفر بحلول منتصف الأربعينات.
ومع تقدم العمر، تزداد احتمالية حدوث الإجهاض. فعلى سبيل المثال، تتراوح نسبة الإجهاض ما بين 20% إلى 25% عند سن الأربعين، وترتفع إلى 50% أو أكثر بحلول سن 45.
وبالرغم من قلة فرص الحمل الطبيعي، فمع التقدم الطبي يمكن زيادة فرص الإنجاب إذ تكون فرصة نجاح الحمل بالتلقيح الصناعي حوالي 15% إلى 20% لكل دورة.

مخاطر الإنجاب بعد سن الأربعين للمرأة
الإنجاب بعد سن الأربعين قد يكون ممكنًا، لكنه يرتبط ببعض المخاطر الصحية على المرأة والجنين. وهذه المخاطر تختلف من شخص لآخر بناءً على الحالة الصحية العامة، ولكنها تشمل ما يلي:
– زيادة احتمالية حدوث مضاعفات الحمل: مثل ارتفاع ضغط الدم المرتبط بالحمل (تسمم الحمل) وسكري الحمل.
– ارتفاع خطر الإجهاض: بسبب تراجع جودة البويضات مع تقدم العمر.
– صعوبة الولادة الطبيعية: مما قد يؤدي إلى الحاجة إلى الولادة القيصرية.
– مشاكل صحية مزمنة: النساء فوق الأربعين قد يكن أكثر عرضة للإصابة بأمراض مثل أمراض القلب أو السكري، مما يزيد من تعقيدات الحمل.
التحديات النفسية والاجتماعية
قد تواجه الأم تحديات في التعامل مع الإجهاد النفسي والبدني للحمل في سن متأخرة.
اختلافات في الأجيال قد تؤثر على العلاقة بين الأم والطفل في مراحل عمرية لاحقة.

مخاطر صحية على الجنين في حال الإنجاب بعد سن الأربعين
الإنجاب بعد سن الأربعين يمكن أن يؤثر على صحة الجنين نتيجة التغيرات التي تحدث في جسم الأم مع تقدم العمر. وفيما يلي أبرز المخاطر الصحية التي قد يتعرض لها الجنين:
العيوب الخلقية
متلازمة داون: تزيد احتمالية حدوث اضطرابات الكروموسومات، مثل متلازمة داون (Trisomy 21)، مع تقدم سن الأم.
تشوهات خلقية أخرى: مثل مشاكل القلب أو الجهاز العصبي، نتيجة انخفاض جودة البويضات.
الولادة المبكرة وانخفاض الوزن عند الولادة
الجنين قد يولد قبل اكتمال الحمل (أقل من 37 أسبوعًا)، مما يزيد من خطر الإصابة بمشاكل صحية مثل صعوبات التنفس وضعف المناعة.
انخفاض وزن الجنين عند الولادة (أقل من 2.5 كغم) يمكن أن يؤثر على تطوره الجسدي والعقلي.
مشاكل في المشيمة
انفصال المشيمة المبكر: قد يؤدي إلى تقليل تدفق الدم والأكسجين إلى الجنين.
التهاب المشيمة أو ضعف وظيفتها: مما يؤثر سلباً على تغذية ونمو الجنين.
مشاكل أثناء الولادة
زيادة احتمالية تعسر الولادة، مما قد يعرض الجنين لنقص الأكسجين أو إصابات أثناء الولادة. والحاجة إلى الولادة القيصرية تزيد من مخاطر تعرض الجنين لمضاعفات.
مشاكل نمو الجنين
تأخر النمو داخل الرحم (Intrauterine Growth Restriction – IUGR) بسبب قلة تدفق الدم إلى المشيمة. ومشاكل في النمو البدني أو العقلي نتيجة نقص التغذية أو الأكسجين.
خطر الوفاة داخل الرحم
يزداد خطر وفاة الجنين في المراحل الأخيرة من الحمل، خاصة إذا لم يتم متابعة الحمل بدقة من قبل الأطباء.

نصائح للتقليل من المخاطر
الفحوصات الطبية: إجراء الفحوصات اللازمة مثل فحص السائل الأمنيوسي (Amniocentesis) أو الزغابات المشيمية (CVS) للكشف عن الاضطرابات الكروموسومية.
المتابعة المستمرة: زيارات منتظمة للطبيب لمراقبة صحة الجنين ووظيفة المشيمة.
نمط حياة صحي: الالتزام بنظام غذائي متوازن، وتجنب التدخين والكحول، والحصول على قسط كافٍ من الراحة.
إقرأ أيضًا:
الريتينال مكون سحري جديد في مستحضرات التجميل.. هل يتفوق على الريتينول؟

نسب وإحصائيات عالمية
في الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة وأوروبا، ارتفع معدل الولادات بين النساء فوق سن الأربعين خلال العقود الأخيرة بسبب تأخر الزواج وزيادة استخدام تقنيات الإخصاب الصناعي.
وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) في الولايات المتحدة، زاد معدل الولادة لدى النساء بين 40-44 عامًا، بنسبة 4% سنويًا منذ عام 2000. وفي عام 2020، بلغ المعدل حوالي 12.6 ولادة لكل 1000 امرأة في هذا العمر.
في اليابان، أكثر من 10% من الولادات تتم لنساء فوق سن الأربعين. وفي المملكة المتحدة، تضاعفت الولادات لهذه الفئة العمرية خلال العقدين الماضيين.