أعلنت إيران، اليوم الإثنين، دعمها الضمني لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرامية إلى إنهاء الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، محذّرة في الوقت ذاته من عراقيل إسرائيلية قد تحول دون تنفيذها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، في مؤتمر صحفي، إن إيران “تدعم أي مبادرة توقف القتل في غزة”، لكنه شدد على أن “الخطة تحمل أبعادًا خطيرة وقد تواجه محاولات عرقلة من جانب إسرائيل”، مؤكدا أن “القرار النهائي بشأنها يعود إلى الشعب الفلسطيني وفصائله”.

مفاوضات شرم الشيخ بين حماس وإسرائيل
تزامن الموقف الإيراني مع انطلاق مفاوضات غير مباشرة بين حركة حماس وإسرائيل، اليوم، في منتجع شرم الشيخ المصري، برعاية القاهرة، وذلك عشية الذكرى الثانية لهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، الذي شنته حماس على جنوب إسرائيل وأشعل فتيل الحرب على قطاع غزة.
وتأتي المفاوضات بعد إعلان حماس موافقتها على الإفراج عن جميع الرهائن، سواء الأحياء أو الجثامين، إضافة إلى تسليم إدارة قطاع غزة إلى هيئة من “المستقلين”. غير أن الحركة أكدت أن هناك نقاطًا أخرى مرتبطة بـ”مستقبل القطاع” لا تزال محل نقاش، وامتنعت عن التطرق إلى مطلب نزع سلاحها الذي اعتبرته إسرائيل والولايات المتحدة شرطًا أساسيًا.
خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة
كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد كشف، الأسبوع الماضي، عن خطة لإنهاء الحرب، تتضمن:
إفراج حركة حماس عن الرهائن الـ48 المتبقين خلال ثلاثة أيام، بينهم نحو 20 على قيد الحياة.
تخلي حماس عن السلطة في غزة وتسليم الإدارة لهيئة من المستقلين.
نزع سلاح الحركة بالكامل مقابل ترتيبات دولية لإعادة الإعمار وضمان الأمن.
وحظيت الخطة بدعم إسرائيل، فيما تبدي حماس استعدادها للتفاوض حول بعض البنود، باستثناء ملف السلاح.
الحرب تفتح مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل
أدت حرب غزة إلى تصعيد غير مسبوق بين إيران وإسرائيل، بعدما شنّت تل أبيب سلسلة غارات استمرت 12 يومًا استهدفت خلالها منشآت نووية إيرانية، بالإضافة إلى قدرات صاروخية وأنظمة دفاع جوي.

ورغم الضربات الإسرائيلية، لا يزال التوتر قائمًا بين طهران وتل أبيب، وسط تقارير إسرائيلية تتحدث عن استعداد جولة جديدة من التصعيد العسكري، في إطار مساعٍ إسرائيلية للقضاء على البرنامج النووي الإيراني.
اقرأ أيضًا:
إسرائيل تصعّد هجماتها غزة رغم موافقة حماس على خطة ترامب
آمال معلّقة على مفاوضات شرم الشيخ
ورغم إعلان حركة حماس موافقتها المبدئية على خطة ترامب، لا يزال القتال مستمرًا في غزة، فيما يعلّق الفلسطينيون والإسرائيليون آمالهم على مفاوضات شرم الشيخ، التي قد تشكّل نقطة تحوّل تاريخية لوضع حد للحرب التي تقف على أعتاب عامها الثالث.
وتؤكد مصادر دبلوماسية مصرية أن القاهرة تسعى بكل ثقلها لإنجاح المفاوضات، إدراكًا منها أن استمرار الحرب يهدد استقرار المنطقة بأسرها، ويزيد من احتمالات انزلاقها إلى صراع إقليمي أوسع.

بينما تعلن إيران دعمها الضمني لخطة ترامب مع التحذير من عراقيل إسرائيلية، وتستعد مصر لرعاية جولة حساسة من المفاوضات، يبقى السؤال: هل تشكّل خطة ترامب بداية النهاية لحرب غزة الأطول في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أم أن الخلافات حول سلاح حماس ومستقبل القطاع ستبقي المنطقة رهينة التصعيد؟