في تطور خطير يُنذر بتصعيد جديد في المنطقة، أطلقت إيران صواريخ على قواعد أمريكية في الشرق الأوسط، ردًا على ضربات طالت مواقع نووية إيرانية، ما دفع دولًا عدة إلى اتخاذ إجراءات احترازية، أبرزها قطر التي أعلنت إغلاق مجالها الجوي مؤقتًا.

وكانت قد أطلقت إيران صواريخ على قاعدة أمريكية في قطر وصاروخًا آخر على قاعدة أمريكية في العراق – وهي أنباء غير مؤكدة حتى الآن – إلا أن الأنباء تفيد بتفعيل الإنذارات في العديد من الدول منها العراق والكويت والبحرين.

تُعدّ قاعدة العديد الجوية في قطر، وهي المقر الأمامي للقيادة المركزية الأمريكية، إحدى أهم الأصول العسكرية الأمريكية في المنطقة، وتضم نحو 10000 جندي أمريكي.

ومع تصاعد التوترات، سُمعت صفارات الإنذار في عدة دول خليجية، من بينها العراق والكويت والبحرين، في مؤشر على اتساع رقعة القلق الأمني في المنطقة.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مصدر مطلع أن إيران أطلقت ما لا يقل عن عشرة صواريخ على قاعدة العديد الجوية، بالإضافة إلى صاروخ واحد استهدف القوات الأمريكية في العراق.

قاعدة عين الأسد الجوية في العراق

وفي السياق ذاته، صرح مصدر عسكري أمريكي لوكالة رويترز بأن أنظمة الدفاع الجوي في قاعدة عين الأسد الجوية في العراق قد تم تفعيلها، مشيرًا إلى إعلان حالة التأهب القصوى، وإصدار أوامر للأفراد بالاحتماء داخل المخابئ.

من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية القطرية إغلاق المجال الجوي للدولة بشكل مؤقت، في خطوة اعتُبرت احترازية، وجاءت بحسب البيان الرسمي “ضمن الإجراءات المتخذة في ظل التطورات الراهنة بالمنطقة، وحرصًا على سلامة المقيمين والزوار”.

واعتبر مصدر تحدث لصحيفة واشنطن بوست أن هذا الإغلاق المؤقت يشير إلى توقعات بوقوع هجوم إيراني في وقت لاحق من اليوم نفسه.

في غضون ذلك، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن إيران نقلت منصات إطلاق صواريخ إلى مواقع استراتيجية استعدادًا لهجوم محتمل على قوات أمريكية.

وأكد أحد المسؤولين للصحيفة أن واشنطن تراقب تهديدًا فعليًا يستهدف قواعد القيادة المركزية الأمريكية المنتشرة في المنطقة.

وفي خطوة احترازية أخرى، أرسلت السفارة الأمريكية في قطر رسائل إلكترونية إلى المواطنين الأمريكيين المقيمين في الدولة الخليجية، أوصتهم فيها بالبقاء في أماكنهم حتى إشعار آخر، وهو ما أثار موجة من رسائل التحذير الداخلية داخل المؤسسات في الدوحة، موجهة إلى الموظفين والطلاب.

ورغم هذه التحذيرات، أكدت قطر أن الوضع الأمني داخل أراضيها مستقر. وعلق المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، على رسالة السفارة الأمريكية قائلًا إن التحذير الصادر “لم يُشر إلى أي تهديد محدد”، وإنه جاء فقط “من باب الحيطة والحذر”.

ويأتي هذا التصعيد في وقت تستمر فيه إيران بتكرار تهديداتها بالرد على الولايات المتحدة على خلفية الضربات التي استهدفت منشآت نووية تابعة لها، مما يزيد من احتمالات دخول المنطقة في موجة جديدة من التوترات العسكرية والسياسية.