قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، الإثنين، إن بلاده تعتزم عقد جولة أخرى من المحادثات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال الأيام المقبلة، في خطوة قد تمثل اختبارًا جديدًا لمسار المفاوضات النووية المتعثرة.
وكانت إيران قد علقت تعاونها مع الوكالة الأممية في يوليو الماضي، متهمة الأخيرة بعدم اتخاذ موقف حاسم من الهجمات الإسرائيلية والأميركية التي استهدفت منشآتها النووية في يونيو.
خلفية التوتر: هجمات وضربات متبادلة
في 13 يونيو، شنت إسرائيل هجمات جوية على أهداف متعددة داخل إيران، ووصفتها بأنها ضربات استباقية لمنع طهران من تطوير سلاح نووي.
وردت طهران، التي تؤكد دومًا أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط، بهجمات صاروخية ومسيرات استهدفت مواقع إسرائيلية، مما أدى إلى تصعيد عسكري خطير استمر 12 يومًا.
التدخل الأميركي ووقف إطلاق النار
خلال فترة المواجهات، تدخلت الولايات المتحدة بقوة، حيث أسقطت أقوى أسلحتها التقليدية على مواقع نووية رئيسية في إيران. وبعد أيام من التصعيد، تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار هش، لكنه لم يترافق مع أي اتفاقيات أو بروتوكولات واضحة.

تصريحات إيرانية تحذر من اندلاع حرب جديدة
في سياق متصل، أكد اللواء يحيى رحيم صفوي، مستشار القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية، أن احتمال اندلاع حرب جديدة لا يزال قائمًا في أي لحظة.
وقال صفوي في تصريحات نقلتها وكالة إرنا الرسمية: “طهران ليست في وقف لإطلاق النار، بل في مرحلة حرب، وأي تهدئة قد تنهار في أي وقت، خصوصًا في ظل غياب أي تفاهمات مع الولايات المتحدة أو إسرائيل.”
اقرأ أيضًا:
ترامب يتحدث عن “تقدم كبير” بعد قمة ألاسكا مع بوتين بشأن الحرب في أوكرانيا
طهران بين التصعيد والحوار
تبدو الساحة الإيرانية اليوم أمام مفارقة واضحة: فمن جهة، تواصل طهران استعداداتها العسكرية تحسبًا لأي مواجهة محتملة، ومن جهة أخرى تفتح الباب أمام جولة جديدة من المحادثات مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في محاولة للحفاظ على قنوات التواصل الدبلوماسي مع المجتمع الدولي.
مستقبل الاتفاق النووي على المحك
المراقبون يرون أن استئناف المفاوضات مع الوكالة الأممية قد يشكل خطوة نحو إحياء الاتفاق النووي أو على الأقل منع انهياره الكامل. إلا أن استمرار التوتر العسكري بين طهران وتل أبيب، وتورط الولايات المتحدة بشكل مباشر في المواجهة الأخيرة، يجعل فرص الوصول إلى تسوية شاملة أكثر تعقيدًا.