إيطاليا.. في موقف واضح يعكس تزايد القلق الأوروبي من تصاعد العنف في الأراضي الفلسطينية، دعا وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي ونائب رئيس الوزراء، أنطونيو تاياني، إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، ووضع حد للمذابح الدامية التي تشهدها المنطقة، مؤكدًا أن ما يحدث لم يعد يمكن تبريره تحت عنوان “الرد المشروع” على هجوم السابع من أكتوبر.

إيطاليا: الحكومة الإسرائيلية تجاوزت حدود الرد المشروع
وقال تاياني، في تصريحات نُشرت اليوم الثلاثاء بصحيفة إل جورنالي الإيطالية، ونقلتها وكالة “آكي نيوز”، إن إسرائيل “تجاوزت منذ زمن الخط الأحمر المتمثل في رد فعل مشروع ومتناسب على ما حدث في السابع من أكتوبر”.
وأضاف: “إننا ندعو إلى وقف المذابح، ليس فقط في غزة، بل في جميع أنحاء الشرق الأوسط. الوضع لم يعد مقبولًا إنسانيًا ولا سياسيًا”.
رفض واضح للاحتلال والاستيطان
وأكد تاياني أن الحكومة الإيطالية ترفض الغزو الإسرائيلي لقطاع غزة، كما أنها ضد استمرار الاحتلال الإسرائيلي لأجزاء من الضفة الغربية من خلال التوسع الاستيطاني، مشيرًا إلى أن هذه السياسات لا تخدم الاستقرار الإقليمي ولا تسهم في الوصول إلى حل عادل ودائم.
وشدد على أن روما “تستنكر أيضًا الهجمات التي تستهدف المسيحيين في المنطقة”، في إشارة إلى ما وثقته تقارير من استهداف كنائس وأماكن عبادة خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية.
اقرأ أيضًا
ترامب: اجتماع مرتقب بين بوتين وزيلينسكي لإنهاء الحرب في أوكرانيا
نتنياهو يتجاهل أصوات العالم
وفي انتقاد مباشر لرئيس الوزراء الإسرائيلي، قال الوزير الإيطالي إن “نتنياهو يتجاهل مطالب نصف العالم الذي ينادي بوقف الحرب، والالتزام بمبادئ القانون الدولي”.
ورأى تاياني أن التحدي الحقيقي في هذه المرحلة يتمثل في بناء مسار سياسي حقيقي، لا الاكتفاء بالحلول العسكرية، التي وصفها بأنها “تقود إلى مزيد من الكراهية وعدم الاستقرار”.
ورداً على سؤال بشأن ما أثير من تقارير عن وجود مفاوضات بين إسرائيل وبعض الدول مثل ليبيا وسوريا وجنوب السودان لنقل سكان غزة إليها، أكد تاياني أن “هذا الأمر غير مقبول تمامًا”، مشيرًا إلى أن أي خطة من هذا النوع تمثل خرقًا صارخًا للقانون الدولي والإنساني، ولا يمكن لإيطاليا ولا للمجتمع الدولي القبول بها.
إيطاليا تدعو لدولة فلسطينية بقيادة عربية
وختم الوزير الإيطالي تصريحاته بالإعلان عن استعداد روما للمشاركة في بعثة حفظ سلام دولية، على أن تكون تحت مظلة الأمم المتحدة وبقيادة عربية، بهدف بناء دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة.
وقال: “هدفنا النهائي واضح، وهو قيام دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، في إطار حل الدولتين. هذه هي الرؤية التي نتمسك بها، وهي الضمان الوحيد لأمن واستقرار طويل الأمد”.
موقف أوروبي يتبلور ضد سياسات تل أبيب
تأتي تصريحات تاياني في وقت تتزايد فيه الأصوات الأوروبية التي تنتقد النهج الإسرائيلي التصعيدي في غزة والضفة الغربية، بالتوازي مع تراجع الدعم الشعبي الغربي للحرب، وازدياد الضغوط الدبلوماسية على حكومة نتنياهو، خاصة من جانب دول جنوب أوروبا مثل إسبانيا وإيرلندا، والتي بدأت تتحرك سياسيًا نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية.